تقارير وتحقيقات

رسالة دكتوراة بآثار قنا تكشف: التقدمات المصورة على جدران المعابد البطلمية والرومانية.. مصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة

حصل الباحث عبدالحكيم أحمد الصغير، مدير معبد دندرة، على درجة الدكتوراة من كلية الآثار بجامعة جنوب الوادي بقنا، عن موضوع رسالته المعنونة: “تقدمة الصدرية wd3 والقلادة bb في المعابد المصرية في العصرين اليوناني الروماني”، حيث اوصت لجنة المناقشة والحكم بمنح الباحث درجة الدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من الدرجه الأولى مع التوصية بتداول الرسالة بين الجامعات المصرية.

 

تكونت لجنة الإشراف من الدكتورة إيمان أحمد علي أبوزيد أستاذ ورئيس قسم الآثار المصرية وعميد كلية الآثار سابقا – جامعة جنوب الوادي، والدكتور أيمن وهبي طاهر أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآداب – جامعة المنصورة.

 

 

وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور خالد غريب شاهين، أستاذ ورئيس قسم الآثار اليونانية والرومانية كلية الآثار جامعة القاهرة “رئيسًا وعضوًا”، والدكتور وزير وزير عبدالوهاب، أستاذ الآثار المصرية ووكيل كلية الآداب لشئون التعليم والطلاب جامعة بني سويف “عضوًا” والدكتورة إيمان أحمد علي أبوزيد، استاذ ورئيس قسم الآثار المصرية وعميد كلية الآثار سابقا – جامعة جنوب الوادي “مشرفًا وعضوًا”، والدكتور أيمن وهبى طاهر أستاذ الآثار المصرية كلية الآداب – جامعة المنصورة مشرفًا وعضوًا”.

 

 

 

أوضح الباحث عبدالحكيم أحمد الصغير، إن تقدمة القلائد والحلى، تعتبر من أكثر مناظر التقدمات التي صورت على جدران المعابد البطلمية والرومانية حيث تتنوع هذه التقدمات ما بين قلادة wsh ، والصدرية wd3 موضوع الدراسة، والقلادة bbt – موضوع الدراسة-، والأساور، وعقد المنيت، ولأحجار الكريمة، والعقود، وتماثيل المعبودات من اللازورد، والقلائد المختلفة من الذهب والأحجار الكريمة.

 

وأشار إلى اختلاف المكافأة أو الهدية التي تقدمها المعبودات للملك حسب نوع القلادة أو الصدرية التي يقدمها إليهم ما بين الحصول على الوفرة من المعادن التي تصنع منها القلائد، وأيضاً إعطاء الملك القدرة المطلقة على الحماية من الأعداء بجانب قدرته على السيطرة على أماكن إستخراج هذه المعادن.

 

وتتكون الرسالة من مقدمة وأربعة فصول، ثم خاتمة بأهم النتائج، وتتناول المقدمة أسباب إختيار الموضوع وأهداف الدراسة والمصادر بجانب المنهج المتبع في الرسالة.

 

ويتناول الفصل الأول كل نصوص تقدمة الصدرية wd3 أو القلادة bbt التي وردت في نصوص معبد إدفو، ويتناول الفصل الثاني كل نصوص تقدمة الصدرية wd3 أو القلادة bbt التي وردت في نصوص معبد دندرة، ويتناول الفصل الثالث كل نصوص تقدمة الصدرية w3 أو القلادة bbt التي وردت في بقية نصوص المعابد البطلمية والرومانية الأخرى.

 

أما الفصل الرابع فيتناول خلاله الباحث بالدراسة والبحث الأفعال المستخدمة في كلا من تقدمتي الصدرية wd3 والقلادة bbt، ومدى انتشار فعل بعينه في النصوص دون غيره من الأفعال، مع دراسة المعنى الرمزي والديني لتقدمتى الصدرية wd3 والقلادة bbt ، وارتباطهم بالحماية من الأعداء والسيطرة على أماكن إستخراج المعادن المصنوع منها هاتين القلادتين، إلى جانب دراسة المعبودات التي ارتبطت بتقدمتى الصدرية wd3 والقلادة bbt ، مع تجميع أماكن إستخراج المعادن المصنوعة منها هاتين القلادتين وتوضيح نوع المواد المصنوعة منهم هاتين القلادتين، مع توضيح دور الملك وألقابه في هاتين التقدمتين. وتتضمن الخاتمة أهم النتائج التي أفضت إليها الدراسة.

 

 

وألقت الدراسة الضوء على تقدمتى الصدرية wd3 والقلادة bb في المعابد البطلمية والرومانية وهو موضوع يحمل أهمية خاصة حيث إنه سوف يلقي الضوء على تقدمتين هامتين وهما تقدمة الصدرية wd3 فهى أحد أدوات الزينة التي تتزين بها تماثيل المعبودات، وكانت الصدرية تقدم للمعبودات لأنها تكفل لهم الحماية، والتقدمة الثانية هي تقدمة القلادة bbt والتي كانت تكفل الحماية لمن يرتديها وتساعد على البعث والأحياء مرة أخرى وتحرس رقبة المعبودات من أى شر، هذا بجانب غرض الزينة الظاهري فهي تزين وتنير الصدر، وقد كانت الصدرية wd3 والقلادة bb يصنعوا من الذهب ويطعموا بالأحجار الكريمة من اللازورد والفيانس، وكانت المعبودات التي تقدم لها هاتين التقدمين تعد بأن تمنح الملك المناطق التي تنتج الأحجار الكريمة والذهب مقابل ما قدمه، وكأنه المسيطر على أماكن إستخراج هذه المعادن النفيسة فهو سيد السلاسل الجبلية وهو الذي يجمع الجزية من البلاد الأجنبية.

 

وقال الباحث عبدالحكيم الصغير، إن الدراسة توصلت إلى عدة نتائج أهمها: ظهور مصطلح wd3 كتميمة أو صدرية منذ عصر الدولة الوسطى حيث صورت في نصوص أفاريز التوابيت وظهرت بالشكل wd3w، كما توصلت الدراسة الى أن الصدرية wd3 تغطى معظم منطقة الصدر، حيث كانت عريضة من الأسفل وبهذا فهي بمثابة الدرع الحامي لمنطقة الصدر فهى تعمل على حماية من يرتديها، و كانت الصدرية سواء في الكتابة أو المنظر عبارة عن شكل يشبه الصرح المصرى يخرج من طرفيه العلويين الخيط الذي تربط به الصدرية حول الرقبة وينتهى هذا الخيط في أحد جانبيه بشكل يشبه زهرة البردى وفى الطرف الآخر بشكل يشبه زهرة اللوتس، ويوجد أحياناً بداخل شكل الصرح الذي يكون جسم القلادة شكلا لقرص الشمس أو مركباً بداخله قرص الشمس أو شكلا لجعران مجنح ويرمز المركب وقرص الشمس إلى هيئة المعبود المنتصر على قوى الثعبان عابب (أبو فيس) ، أما الجعران المجنح فهو أيضاً أحد الأشكال التي يأخذها رب الشمس، وأحيانا أخرى نجد داخل جسم القلادة ثلاثة أرباب جالسين يمثلون ثالوث طيبة.

 

وتوصلت الدراسة إلى أن أول ظهور للقلادة bbt كان في عصر الأسرة الخامسة والعشرون على لوحة خاصة بالملك “بعنخي” . كما تبين أن الصدرية والقلادة كانوا يصنعوا من الذهب ويطعموا بالأحجار الكريمة من اللازورد والفيانس.

 

 

وكشفت الدراسة أن تقدمة الصدرية wd3 ذكرت في معبد إدفو عشرون مرة، بينما ذكرت في معبد دندرة أربعة وعشرون مرة، وفى باقى المعابد البطلمية الرومانية ذكرت اثنان وعشرون مرة، بينما ذكرت تقدمة القلادة bbt في معبد إدفو عشر مرات، بينما ذكرت في معبد دندرة تسع مرات، وفى باقى المعابد البطلمية الرومانية ذكرت خمسة عشرة مرة، وتعبر تقدمتى الصدرية wd3 والقلادة bbt عن الحماية والزينة، وكانت الصدرية تقدم للمعبودات لأنها تكفل لهم الحماية ولكن الحماية ضمنية فالملك يقوم بحماية المعبود من المخاطر بتقديمة الصدرية wd3 وفي ذلك الوقت فهو يعبر عن حماية نفسه بتقديمها للمعبودات فهذه التقدمة عبارة عن عملية عكسية فالملك يقدمها بغرض توفير الحماية له من قبل المعبودات والمعبود بدوره المقدم إليه هذه التقدمة يهب الملك الحماية والتأييد للملك.

 

 

وأشارت النصوص إلى أن للقلادة bbt قدرتها على إرضاء قلب من تقدم إليه أكثر من أي تقدمو أخرى حيث يبتهج المعبودات بها ابتهاجاً عظيماً لما لها من روعة وجمال يبعث على التقديس وبث الرهبة في نفوس المشاهدين. و يرتبط الملك في تقدمتى الصدرية والقلادة بالمعبود “بتاح” لأن بتاح هو رب الصناعة والحرفيين الذين يصيغون المعادن ويشكلونها، ولكي تكون القلادة مصنوعة بطريقة مثالية فإن الملك يرتبط بالمعبود بتاح “إنه ابن جنوب جداره (بتاح) في بيت الذهب يحمى التاسوع بما صنعه”، كما ذكر عن الملك أيضاً “إنه مثل بتاح ممتاز العمل الذي يسعد القوية بحارسة (حامية) رقبتها”.

 

 

وقال الباحث عبدالحكيم الصغير، إن الدراسة توصلت إلى أن القلادة bbt لها أهمية بالغة فى وهب الحياة وإرساء النظام الأرضي “ماعت” فهي تشير إلى تسيير الحق والعدل، حيث أنها تتساوى مع صورة ماعت وقيمها التي ارتضتها المعبودات للبشر، كما أن للقلادة bbt القدرة على منح مرتديها السرمدية الدائمة فهى علاوة على تصنيعها من مواد خالدة مرتبطة بالأرض مثل الأحجار الكريمة فهى تصنع أيضاً من معادن نفيسة مثل ذهب s3wy ذو اللمعان الكبير وهو صورة أبدية الشمس والتجدد الدائم والخلود. وكشفت الدراسة انه عندما يقدم الملك للمعبودات الصدرية wd3 والقلادة bbt فإنه يضمن أن تمنحه السيطرة على أماكن التعدين المصنوعة منها هذه القلادة من المناجم والجبال الغنية بالمعادن النفيسة وهذا ما تقرره المعبودات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى