تقارير وتحقيقات

طلاب الجامعات في مرمى “الكشف عن المخدرات”

كتبت – شيماء رمضان :

 

في خطوة مهمة وفي إطار الجهود المبذولة للحفاظ على سلامة الطلاب، انتهت جامعة جنوب الوادي من إجراء تحليل المخدرات كشرط أساسي لتسكين الطلاب في المدن الجامعية سواء كانوا بنين أو بنات، دون أي استثناء، وذلك للحد من ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات بين الطلاب.

يأتي ذلك فى ضوء قرار ها المجلس الأعلي للجامعات عن إجراء تحاليل كشف مخدرات بين طلاب الجامعة للمتقدمين للالتحاق بالجامعات المصرية من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة لعلاجهم من التعاطي والحد من ظاهرة انتشار المخدرات بكل أنواعها بين طلاب الجامعات وخاصة المقيمين بالمدن الجامعية.

وكان المجلس قد شدد علي أن الإجراءات ليس الهدف منها فصل الطلاب؛ ولكن علاجهم بما لا يؤثر علي مستقبلهم، بأن تقوم الجامعة بإخطار أولياء الأمور في حالة إيجابية عينة الطالب وتقديم يد العون للأسر حتي يتخلص ابنهم من المخدرات وحتي نحمي مستقبله.

وفي جامعة جنوب الوادي، رحب الطلاب بقرار المجلس الأعلى للجامعات، وكان الدكتور أحمد عكاوي، رئيس الجامعة، قد اعتمد في وقت سابق، محضر اجتماع لجنة قواعد قبول الطلبة للسكن في المدن الجامعية للعام الجامعي 2024 / 2025 وأكدت الجامعة في بيانها على أهمية تقديم الطلاب الذين تنطبق عليهم شروط الإقامة نتائج الكشف الطبي وتحليل المخدرات كجزء من إجراءات القبول، وأشارت إلى أنه سيتم حرمان أي طالب لم يتمكن من تقديم هذه النتائج في الموعد المحدد من السكن في المدن الجامعية.

وأعرب مجموعة من الطلاب عن آرائهم حول أهمية إجراء تحليل المخدرات في الجامعات، معتبرين أنه خطوة ضرورية للحفاظ على صحة الشباب ومستقبلهم.. وفي السطور التالية ترصد “مصر الحرية” آراء الطلاب حول قرار المجلس الأعلى للجامعات بضرورة إجراء تحليل المخدرات.

يقول محمود خالد، طالب في الفرقة الثانية بكلية التجارة، إن الهدف من إجراء هذا التحليل هو الاطمئنان على صحة الطلاب داخل الجامعة، مشيرًا إلى أن اكتشاف الإدمان في بدايته يسهل عملية العلاج ويعيد المدمن إلى حياته الطبيعية بعيدًا عن دمار المخدرات.

وأضافت يارا أحمد، طالبة في الفرقة الثالثة بكلية التربية، أنها شهدت العديد من حالات القتل بين الشباب الجامعي بسبب تعاطي المخدرات، مؤكدة على ضرورة أن تقوم الحكومة بإجراء تحاليل للطلاب من وقت لآخر، خاصةً في ظل عدم قدرة أولياء الأمور على مراقبة أبنائهم في سن الشباب.

وأشار معاذ سالم، طالب في الفرقة الثالثة بكلية الحقوق، إلى أن الأسرة والبيئة المحيطة تلعبان دورًا كبيرًا في تشكيل سلوك الشباب، موضحا أن وجود المتعاطين للمخدرات في الجامعة يؤثر سلبًا على العملية التعليمية، مما يجعل الطالب المتعاطي مصدرًا للمشاكل. وعبّر عن دعمه لهذا القرار.

وأكدت يسريه خليفة، طالبة بكلية الآداب، أن إجراء تحاليل للطلاب قبل بداية العام الدراسي يعد إجراءً ممتازًا، لأنه سيساهم في تقليل معدل الجرائم الناتجة عن تعاطي المخدرات ويعمل على حماية الشباب.

وفي نفس السياق، اعتبر معتصم السيد، طالب في كلية الحقوق، أن هذا القرار مهم جدًا لحماية الطلاب من مخاطر المخدرات، مشددًا على ضرورة فرض عقوبات تأديبية على المروجين والمدمنين لضمان بيئة جامعية صحية وآمنة.

وأشاد الدكتور علي النبوي، أستاذ الطب النفسي والإدمان، بقرار الجامعة بإجراء تحليل المخدرات للطلاب، معتبرًا أنه خطوة مهمة للحفاظ على سلامتهم. 

وأكد أن الطب النفسي يلعب دورًا حاسمًا في مواجهة الإدمان والقضاء عليه من خلال استراتيجيات وتدخلات متكاملة، موضحا أن الطب النفسي يساعد في الكشف المبكر عن حالات الإدمان عبر تقييم الأعراض النفسية والسلوكية، مما يسهم في تقديم العلاج المناسب قبل تفاقم المشكلة.

وأوضح أن العلاجات النفسية تتضمن أساليب مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الديناميكي النفسي والعلاج الجماعي، التي تستهدف تغيير أنماط التفكير والسلوك المرتبطة بالإدمان.

وتابع “النبوي” بأن الأطباء النفسيين يوفرون دعمًا عاطفيًا للمدمنين وأسرهم، مما يساعدهم على التعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية المرتبطة بالإدمان.

وأكمل أن الطب النفسي يقدم الدعم في إدارة الأعراض الانسحابية التي قد يعاني منها المدمنون عند التوقف عن التعاطي، ويمكن أن تشمل العلاجات أدوية نفسية لتخفيف هذه الأعراض. 

وأشار إلى أن الطب النفسي يعتبر أيضًا جزءًا أساسيًا من برامج إعادة التأهيل التي تهدف إلى إعادة المدمنين إلى الحياة الطبيعية عبر تطوير مهارات التأقلم والدعم النفسي والاجتماعي.

وأكد أن الأطباء النفسيون يساهمون في نشر الوعي حول مخاطر الإدمان وطرق الوقاية منه من خلال الحملات التوعوية والندوات في المدارس والمجتمعات.

الدكتور سيد عوض

 

وقال الدكتور سيد عوض، استاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادى، أن الإنسان لكى يكون إنسانا لابد أن يمتلك قدراته العقلية، إلا أن إدمان المخدرات يؤدى إلى تغيير الشخصية بما يجعلها تميل إلى ارتكاب أبشع السلوكيات الإجرامية حيث أن مكونات أى مادة مخدرة كالشابو تؤدى إلى تلف المخ والكبد والرئتين كما تؤدى إلى حجب الملكات العقلية عن الإدراك والتمييز بما يترتب عليه ارتباك الشخص وتشوشه. وأن آثار المخدرات ضارة ومتعددة ولها معوقات تواجه عمليات العرض والطلب على المخدرات حيث أن الدولة تركز على المتعاطى دون تركيز على عمليات التهريب والاتجار والزراعة والصناعة .

وقال أن هذه سياسة غاية فى السوء حيث تتناول أطراف المشكلة دون الاهتمام بجذورها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى