قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إنه “عقب جائحة كورونا ازدادت الأمراض النفسية حوالي 6 مرات عن الوضع الطبيعي، وذلك يعني أن الكورونا أثرت في الناس، وكان من أهم هذه الأمراض وأكثرها انتشار الاكتئاب”.
وكشف استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لموقع “الحرية”، عن أسباب ارتفاع نسب الاكتئاب بسبب جائحة كورونا، موضحًا أنها نتيجة عوامل اجتماعية ونفسية عديدة فرضتها جائحة كورونا مثل فقدان الوظائف، والذي أثر على المواطنين اقتصاديًا، والعمالة غير المنتظمة والنتيجة التي أثرت عليهم من الجانب النفسي.
وأضاف “هندي”، أن تغيير نمط الحياة للمصريين هو ما أثر على نفسيتهم من منع الاختلاط بالناس والخروج خارج المنزل والاندماج في المجتمع سواء في المقاهي والمطاعم والسينمات، وذلك عكس نمط الشخصية المصرية الاجتماعية بطبعها والتي تحب المقاهي والأصدقاء والمثامرة والتجمعات العائلية.
وتابع أنه بعد منع كل هذه الترفيهية للمواطن المصري حدث له اختلال في المزاج العام، مما أدى لإصابته بالاكتئاب وشعوره بتغير جودة الحياة واختلافها، عندما قلّت المصادر الاقتصادية واختلف نمط الحياة واختلاف الساعة البيولوجية، فالمواطن المصري يحب الخروج والاهتمام بشكله وهيئته والتباهي بنفسه مما يعطيه ثقة أكثر لكن في ظل جائحة كورونا تم منع كل ذلك مما سبب للمصريين الإحساس بالإحباط والشعور بالزهد فأصبح هناك اختلالًا عامًا في جودة الحياة عند المواطن، مما ضاعف الأعراض الاكتئابية والمصاعب المالية وذلك سبب أزمات اقتصادية للمواطن أثرت بالسلب على صحته النفسية.
وأردف: كل ذلك كان له كبير الأثر على حياة المواطنين بعد الجائحة، وأههما الاكتئاب والشعور بالملل والإحباط واضطرابات النوم وتقلبات مزاجية، وأصبح لديهم نظرة تشاؤمية اتجاه الماضي والحاضر والمستقبل، فكثُرَ على إثر ذلك العنف الأسري والمشاكل الأسرية نتيجة التقلبات المزاجية الحادة عن العالم بصفة عامة، مضيفًا أن محركات البحث في جوجل كانت نسبة 75% منها تبحث عن العنف الأسري ومواجهة العنف المنزلي خلال جائحة كورونا، وده مؤشر من مؤشرات الاكتئاب وهو إيذاء النفس والغير.
وأكد ارتفاع نسبة جرائم التعاطي والمخدرات خلال جائحة كورونا، ومن ضمن نتائج حالات الاكتئاب هو ارتفاع نسب الطلاق والتفكك الأسري وهو ما حدث بالفعل خلال فترة كورونا وما أعقبها، ومن أسباب الاكتئاب أيضًا فقد شخص عزيز بسبب وباء كورونا أو دخوله حجر صحي والذي أثّر على الناس بالاكتئاب، مؤكدًا أن المجتمع والعالم ما زال يعاني من نتيجة ما حدث في جائحة كورونا.
