“ساحة الوحدة الوطنية”.. قصة تجمع المسلمين والمسيحيين في قنا منذ الستينيات
كتبت- سمر سليمان :
تعد ساحة قديمة بمركز الوقف شمالي قنا، رمزًا للوحدة الوطنية، حيث تضم خمس عائلات من المسلمين والمسيحيين، وتعتبر أول ساحة تم إنشاؤها لتعكس أسمى معاني التعايش المشترك. تقع الساحة بالقرب من كنيسة أبي فام الجندي في قرية المراشدة، وهي مبنية بالطوب اللبن على الطراز القديم، ومحاطة بسور.
تعد هذه الساحة نموذجًا فريدًا للتلاحم بين المسلمين والمسيحيين، إذ يجتمع أهل القرية من جميع الطوائف في مناسباتهم وأفراحهم وأحزانهم. في الساحة، يلتقي الجميع لتناول إفطار رمضان معًا، كما يتشاركون لحظات السمر في الأيام العادية.
تعود بداية الساحة إلى عام 1963، حيث كانت تضم خمس عائلات هي: هاشم أبو الحاج بيومي، جاد عطيتو قسطنجي، عبدالعليم محمد ضاحي، علي محمود علي، وسعيد عبدالجواد عطا الله. يقول “محمود عبد الحميد ضاحي”، أحد أبناء هذه العائلات، إن الساحة شهدت دائمًا لحظات من التعاون والتكافل بين المسلمين والمسيحيين، سواء في أفراحهم أو في عزاءاتهم، حيث كانت تجمعهم روح من المحبة والمودة.
ويؤكد “عبد الحميد” أن الساحة لم تكن مجرد مكان مادي، بل كانت رمزًا لروح الأسرة الواحدة، حيث نشأ الأطفال معًا دون تفرقة، وتلاصقت المنازل لتجسد أسمى معاني الأخوة. ويضيف: “نحن نعتبر أنفسنا عائلة واحدة، ونعمل دائمًا على تعزيز روح الوحدة الوطنية التي زرعها آباؤنا فينا”.