مقامات الأولياء في المراشدة: ملاذ الأهالي لتحقيق الأمنيات والشفاء
كتب- جاد مسلم وسمر سليمان :
بين مبانٍ قديمة من الطوب اللبن، يقصدها الأهالي طوال أيام الأسبوع، وخاصة يوم الجمعة، يتردد الناس على مدافن قرية المراشدة التابعة لمركز الوقف في محافظة قنا. يعتقد الزوار أن هذه المقامات تحقق أحلامهم وتلبي مطالبهم، خصوصًا تلك المتعلقة بالإنجاب والشفاء.
حكايات عن المقامات
يقول محمود سعيد إن المعلومات حول هذه المقامات تنتقل شفهيًا بين الأجيال. أغلب أهالي القرية وجدوا هذه المقامات كما هي الآن، وهي عبارة عن غرف صغيرة وكبيرة مبنية بالطين ومغطاة بالقباب. يضيف محمود أن العديد من السيدات والرجال يزورون هذه المقامات للتبرك والدعاء، خاصة من تأخروا في الإنجاب رغم محاولاتهم العلاجية.
مقام الشيخ شوري النجاري
يوضح أحمد عز العرب أن مقام الشيخ شوري النجاري يتكون من غرفتين، يتوسطهما قبر الشيخ المغطى بقطع القماش. يأتي الزوار، وخاصة السيدات، للتبرك والدعاء، حيث يتقلب البعض في الرمال المحيطة بالقبر، ويشعلون الشموع في أرجاء المقام، خاصة بجوار ثقوب التهوية المبنية فيه.
وأشار علاء البنا إلى أن بعض الزائرات يضعن عددًا من الشموع وفقًا لعدد الأطفال الذين يرغبن في إنجابهم، وينتظرن حتى تحترق الشموع إلى نصفها قبل مغادرة المكان.
من جانبه، يوضح خليل طايع أن مقام الشيخ النجاري لا يقتصر على زيارة السيدات الراغبات في الإنجاب، بل يقصده أيضًا المزارعون والعابرون للراحة من حرارة الجو والصلاة داخل المقام. يتم كذلك الاحتفال بالمقام سنويًا.
مقام الشيخ سلامة
يصف أسعد جاد مقام الشيخ سلامة بأنه غرفة صغيرة بمساحة متر مربع مبنية بالطوب اللبن، ويضم قبر الشيخ المغطى بالأقمشة، مع نوافذ تُستخدم لإشعال الشموع.
تقول نادية فؤاد إن السيدات اللاتي لديهن أطفال يعانون من تأخر في المشي أو مشاكل صحية أخرى يزرن المقام. يتم استحمام الطفل داخله بماء مضاف إليه الحناء، وتوضع ملابسه داخل المقام لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، في أيام الجمعة. وتؤكد نادية أن هذه العادة المتوارثة تساعد الأطفال على التعافي.
مقام الشيخ الضبع
يتكون مقام الشيخ الضبع من غرفة صغيرة بمساحة متر مربع، مبنية بالطوب اللبن. يحتوي على قبر مغطى بالقماش، وأرضيته مفروشة بالحصير، مع نوافذ للتهوية وآثار الشموع التي تُشعلها السيدات الزائرات.
تضيف سيدة علي، ربة منزل، أن زيارة مقام الشيخ الضبع تشمل الدعاء لتيسير الحال، وطلب الزواج للفتيات المتأخرات في الزواج، بالإضافة إلى إشعال الشموع داخل المقام، كما جرت العادة منذ زمن الأجداد.
مقام الشيخ صالح
يُقال إن مقام الشيخ صالح بني لطفل وُلد في الشهر السابع من الحمل وتوفي بعد سبعة أيام. المقام عبارة عن قبر صغير مغطى بقماش أخضر، مع آثار إشعال الشموع. يزور الأهالي هذا المقام لقراءة الفاتحة والدعاء، معتبرين أنه مكان مبارك.
هذه المقامات تمثل جزءًا من موروث ثقافي وديني يعكس معتقدات سكان المنطقة وارتباطهم العاطفي بأماكن يرون فيها مصدرًا للبركة والأمل.