تقارير وتحقيقات

أستاذ الغلابة: “ثروت فرج”.. 24 عاماً من العطاء المجاني لطلاب نجع حمادي

كتب- شادي إدوارد :

“ثروت فرج”، ابن مركز ومدينة نجع حمادي بشمال محافظة قنا، يعد أحد أبرز معلمي اللغة الإنجليزية في المدينة. على مدار 24 عاماً من العمل في قطاع التربية والتعليم، استطاع أن يكتسب محبة واحترام الجميع، ليس فقط بفضل مهارته في التدريس، ولكن أيضاً بسبب مبادراته الإنسانية التي استهدفت دعم الطلاب غير القادرين مادياً، ما أكسبه لقب “أستاذ الغلابة” في نجع حمادي.

 

بدأت مسيرة فرج التعليمية في أوائل الألفينات عندما كان طالباً في كلية التربية، قسم اللغة الإنجليزية، بجامعة جنوب الوادي. منذ ذلك الحين، تبنى فرج رؤية مختلفة عن التعليم، حيث قرر محاربة استغلال التعليم كوسيلة للتربح، ووقف في وجه ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية، التي أصبحت عبئاً ثقيلاً على الأسر.

 

في ظل موجة الارتفاع الكبير في تكاليف الدروس الخصوصية بمحافظة قنا، خصص فرج وقته وجهده لتقديم دروس مجانية للطلاب غير القادرين، انطلاقاً من إيمانه العميق بالمسؤولية المجتمعية ودوره كمعلم في بناء جيل واعٍ ومثقف. وأكد فرج لـ”جريدة مصر الحرية” أن التعليم بالنسبة له “خدمة وحق يجب أن يصل إلى كل الطلاب، بغض النظر عن ظروفهم المادية.”

 

من بين أهداف فرج النبيلة، تأتي مساعيه لدعم رؤية مصر 2030، وهي الأجندة الوطنية التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات، بما في ذلك تأهيل الشباب لسوق العمل. يركز فرج على تطوير مهارات الطلاب، خاصة في اللغة الإنجليزية، باعتبارها مفتاحاً أساسياً للنجاح في سوق العمل والاندماج في العالم الرقمي والوظائف المرموقة.

 

يتحدث فرج عن حبه للغة الإنجليزية، الذي بدأ منذ صغره، حيث أدرك أنها لغة التواصل العالمي والإنترنت، وأنها أساس لكل المجالات الحديثة. هذا الشغف كان الدافع الأكبر له طوال 24 عاماً من العمل كمعلم، وهو ما دفعه لوضع الأمانة في مقدمة رسالته التعليمية.

 

وأضاف فرج في سياق تصريحاته لـ “مصر الحرية” : “أحد أهم أهدافي كمعلم هو توضيح أهمية اللغة الإنجليزية للطلاب، باعتبارها جواز المرور إلى المستقبل. لا يمكن لأي شخص أن يحقق أحلامه دون تعلم اللغات والمهارات الحديثة.” وأكد أن أكبر إنجازاته يتمثل في حب الطلاب له، الذي يعتبره دافعه الأساسي للاستمرار في العطاء.

 

بمبادرته الإنسانية، وروحه المخلصة، يثبت الأستاذ ثروت فرج أن التعليم ليس مجرد وظيفة، بل رسالة تحمل في طياتها بذور الأمل والنجاح لأجيال قادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى