الصين تنشئ .. سور الطاقة العظيم
يزود بكين كلها بالطاقة الشمسية .. يمنع التصحر .. ويحافظ علي البيئة
من القرن السابع للقرن الثالث قبل الميلاد. شيدت السلالات الحاكمة الصينية سور الصين العظيم بطول 13171 ميلاً. وبعد ألفي عام. شرعت الصين الآن في بناء “سور عظيم” آخر. لكن هذا السور لا يهتم بحماية الصين من الغزاة بل هدفه تزويد البلاد بكميات وفيرة من الطاقة الشمسية.
يجري حاليًا بناء “سور الصين العظيم الشمسي” في صحراء كوبوكي بامتداد الضفة الجنوبية للنهر الأصفر شمال البلاد. وسيمتد بطول 133 كيلومترًا وعرض 25 كيلومترًا. وتأمل الصين أن يوفر السور 180 مليار كيلووات ساعة سنويًا بحلول عام 2030. ووفقًا لشركة أوردوس إنيرجي. فإن المشروع كاف لتوفير جميع احتياجات الطاقة لبكين. التي تستهلك 135.8 مليار كيلووات ساعة سنويًا.
ومع ذلك. فبعض الطاقة المولدة ستفيد مجتمعات منطقة بكين وفقًا لمسؤول الطاقة في دالاد بانر بمنغوليا الداخلية لصحيفة China Daily التي ترعاها الدولة. وهناك خط جديد سينقل 48 مليار كيلووات ساعة من المنشأة لمنطقة بكين-تيانجين-هبي سنويًا.
وقال المسؤول.لي كاي. للصحيفة: “يتم استثمار جميع المشاريع من قبل شركات مملوكة للدولة. وبعضها شركات تديرها الحكومة المركزية. وسيتم توليد 50 ألف فرصة عمل حتي 2030”.
وبالإضافة لتوليد الطاقة وفرص العمل. فإن المشروع يأتي بتأثير إيجابي للحفاظ علي البيئة. يشهد النهر الأصفر. ظاهرة التصحر حيث يتدهور الحوض البيئي للنهر ببطء إلي ظروف تشبه الصحراء. وتعتزم المنشأة معالجة 27 مليون هكتار من هذه المنطقة بتوفير الظل والحد من التبخر. كما توفر الألواح نفسها مصدات للرياح. حيث تحمي البيئة من استمرار تآكل التربة.
توفر هذه المناطق أيضًا فرصًا وفيرة لزراعة 2400 هكتار من المحاصيل التجارية في مسعي لمعالجة المناطق الأكثر تصحرابامتداد “سور الصين العظيم الشمسي”. يقول لي إن الحكومة المحلية ملتزمة بتكوين “علاقة تكافلية” بين التقدم الاقتصادي والحفاظ علي البيئة.
وذكر موقع ببيولار ميكانيكس أن هذه المنشآت الضخمة للطاقة الخضراء. سواء كانت من الشمس أو الرياح أو مزيجًا من الاثنين. ستصبح أكثر شيوعًا مع اندفاع العالم نحو إزالة الكربون.
كما تأتي تركيبات الطاقة الشمسية مصحوبة ببعض المخاطر البيئية. ومنها الموائل المضطربة وزيادة اصطدام الطيور بها حيث تخلط الطيور المائية بين الألواح الشمسية والماء.
وفي المستقبل. قد تقوم الولايات المتحدة والبلدان كثيفة استهلاك الطاقة ببناء “أسوار شمسية عظيمة” خاصة بها. والمؤمل أن تكون جميعها نعمة للبشر والكائنات الحية الأخري التي تشاركنا الكوكب.