العم أبو الطبل: 55 عامًا في صناعة الفول النابت.. بروتين الغلابة بالوقف
كتبت: سمر سليمان
“لحمة الغلابة اللي بتخلي المريض يصحى ويفوق، عيشتي ليل ونهار وحياتي كلها الفول النابت، لما كان الطبق بتعريفة”، بهذه الكلمات بدأ العم إبراهيم أحمد عمر، الشهير بـ”إبراهيم أبو الطبل”، صاحب الـ80 عامًا، حديثه عن رحلته الطويلة مع طبق الفول النابت، الذي بات رمزًا لصناعة شعبية في مركز الوقف بمحافظة قنا.
يبدأ “أبو الطبل” عمله يوميًا بعد صلاة الفجر ويستمر حتى العصر، حيث يجلس في أماكن بسيطة لا تتعدى المتر في متر، على كوبري قرية المراشدة أو في سوق الخميس بالقرية.
هناك، يتوافد عليه المزارعون والسائقون والأطفال وغيرهم لتناول وجبة الفول النابت الممزوجة بـ”القرقوش” والتدبيلة المميزة، مما يجعلها طبقًا شتويًا مشبعًا ومحببًا للجميع.
يقول أبو الطبل: “زبائني من كل مكان، وفي ناس بتجي من أماكن بعيدة عشان طبق النابت والتسامر أثناء تناوله”.
وأشار العم إبراهيم إلى أنه بدأ العمل بهذه المهنة منذ 55 عامًا، ليساعد عائلته في تحمل أعباء المعيشة. وأضاف أن مكاسبها في الماضي كانت أفضل بكثير من الآن. ويتذكر أول طبق فول نابت باعه في أواخر الستينيات، عندما كان سعره “تعريفة”، قبل أن يرتفع إلى قرش ثم قرشين في منتصف السبعينيات.
وروى أبو الطبل معاناته الحالية مع ارتفاع أسعار البقوليات والتوابل، مما أثر على تكاليف صناعة الفول النابت، لكنه لا يزال مستمرًا في هذه المهنة التي يعتبرها سر سعادته في الحياة ومصدر رزقه الحلال.
وعن طريقة إعداد شوربة الفول النابت، أوضح أبو الطبل أنه يبدأ بنقع الفول في الماء لمدة 8 ساعات في الصيف و12 ساعة في الشتاء حتى ينبت، ثم يُصفّى ويُترك في الهواء، ويضاف إليه الملح والثوم ليكتسب مذاقه المميز.
اختتم أبو الطبل حديثه بحمد الله على مهنته التي ساعدته في تربية أولاده وساهمت في إسعاد زبائنه لعقود طويلة، مؤكدًا أن الفول النابت ليس مجرد وجبة، بل جزء من تراث شعبي وذاكرة مجتمعية تروي قصص الكفاح والبساطة.