اللواء سمير فرج: موقف مصر واضح ومعلن برفض توطين أو تهجير مواطني غزة في سيناء
نظمت وزارة الإنتاج الحربي ندوة بعنوان “تحديات الأمن القومي والسيبراني” بقطاع التدريب التابع للوزارة، بالتعاون مع المجلس الوطني للتدريب والتعليم والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا الاستراتيجية، في إطار توجيهات المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، بضرورة تنمية الوعي لدى العاملين وتعزيز فهمهم للتحديات الراهنة.
شارك في الندوة اللواء د. سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، والدكتور محمد محسن رمضان، محاضر الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، لتسليط الضوء على أبرز القضايا الأمنية والسيبرانية التي تواجه مصر، وسبل تعزيز قدرة الأفراد والمؤسسات على التصدي لها.
استهل اللواء د. سمير فرج كلمته بالإشادة بالدور الوطني الذي تقوم به وزارة الإنتاج الحربي، مثمنًا الجهود التي بذلتها الوزارة في السنوات الأخيرة لتحويلها إلى ذراع صناعي هام للدولة، مؤكدًا أهمية التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لمواجهة المخاطر التي تهدد استقرار الوطن.
أوضح اللواء سمير فرج أن مصر تواجه حاليًا حروب الجيلين الرابع والخامس، التي تستهدف إسقاط الدولة من الداخل باستخدام الشائعات وبث الفتن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، داعيًا الجميع إلى التوعية وعدم الانسياق وراء الأكاذيب التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار.
وأشار إلى أن مصر، ولأول مرة في تاريخها، تتعرض لتهديدات من جميع حدودها الأربعة:
الغرب: عدم الاستقرار في ليبيا وتأثيره المباشر على الأمن القومي.
الجنوب: التحديات القادمة من أزمات السودان.
الشرق: التهديدات المتصاعدة بسبب حرب غزة.
البحر الأحمر: المخاطر المرتبطة بمضيق باب المندب والتهديدات في منطقة البحر الأحمر.
كما أشار اللواء فرج إلى أن التحديات في البحر المتوسط ترتبط بالاكتشافات المصرية للغاز الطبيعي، لافتًا إلى أن الصراع المستقبلي سيكون حول المياه والغاز، مؤكدًا أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجحت في ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وقبرص، وتعزيز قدراتها البحرية لتأمين استثمارات الغاز الطبيعي.
وفي سياق متصل، أجاب اللواء سمير فرج عن تساؤلات الحضور حول الوضع في غزة، مشددًا على أن مصر قوية وقادرة على حماية مصالحها وشعبها، وأن موقف الدولة المصرية واضح ومعلن برفض توطين أو تهجير مواطني غزة إلى سيناء. وأشاد بالدور المصري في تطبيق الهدنة ودعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن العالم يشهد تغيرًا في الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية، خاصة في أوروبا وأمريكا.
من جانبه، أكد الدكتور محمد محسن رمضان أن الأمن السيبراني يمثل جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي، مشيرًا إلى أن حماية المعلومات الحساسة والبنية التحتية الحيوية تسهم بشكل كبير في تعزيز استقرار الدولة وأمنها.
وأضاف الدكتور رمضان أن الوعي التكنولوجي أصبح ضرورة في العصر الرقمي، حيث تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في الحياة اليومية، مما زاد من المخاطر المرتبطة بالهجمات الإلكترونية. وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أحد العوامل المؤثرة في النمو الاقتصادي، مشددًا على أهمية الاستخدام الآمن لهذه المنصات لتجنب الخسائر المالية وحماية البيانات الشخصية والمهنية.
اختتم الدكتور رمضان حديثه بالتأكيد على أن تعزيز الوعي التكنولوجي والأمن السيبراني هو مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات، مشيرًا إلى أهمية التعلم المستمر وبناء القدرات في مواجهة التحديات الرقمية، ودعا إلى تطبيق ممارسات الأمان المناسبة للحد من المخاطر السيبرانية.
أكدت الندوة على أهمية تكامل الجهود بين مؤسسات الدولة والأفراد للتصدي للتحديات الأمنية والسيبرانية، وأهمية التوعية المستمرة لبناء مجتمع قوي قادر على مواجهة المخاطر التي تهدد أمنه واستقراره.