أكد القنصل يانج يي، قنصل عام الصين الشعبية بالإسكندرية، أن العام الماضي شهد نموًا مستمرًا في الاستثمارات الصينية بمختلف القطاعات في مصر. وأشار إلى أن الإحصاءات المصرية تفيد بأن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس جذبت استثمارات تجاوزت 6 مليارات دولار، 40% منها جاءت من الصين.
وأوضح القنصل، خلال حفل استقبال نظمته القنصلية بمناسبة العام الجديد، أن المشروع استقطب نحو 160 شركة صينية تعمل في مجالات متنوعة، تشمل الألياف الزجاجية، ومواد البناء الجديدة، ومعدات النفط، والأجهزة الكهربائية عالية ومنخفضة الضغط، وتصنيع الآلات.
وأضاف يانج يي أن العلاقات الصينية-المصرية شهدت تطورًا ملحوظًا، حيث تُعد الصين ومصر دولتين عريقتين وشريكتين استراتيجيتين. وأشار إلى اللقاءات الثنائية بين الرئيسين شي جين بينغ وعبد الفتاح السيسي في عام 2014، التي أسهمت في تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتي تحتفل بمرور 10 سنوات على تأسيسها هذا العام.
تعميق العلاقات بين الإسكندرية والمدن الصينية
وتطرّق القنصل إلى الروابط القوية بين الإسكندرية ومدن صينية كشنغهاي، قوانغدونغ، وشاندونغ، مؤكدًا أن الإسكندرية وقّعت اتفاقيات شراكة مع موانئ تشينغداو وقوانغتشو. كما زارت وفود من هذه المدن والمقاطعات الإسكندرية خلال العام الماضي لتعزيز التعاون المشترك.
وفي إطار التعاون التعليمي، أشار إلى تعزيز العلاقات بين المؤسسات التعليمية الصينية وجامعات الإسكندرية، فاروس، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، خاصة في مجالات تعليم اللغة الصينية والتدريب. ولفت إلى افتتاح دورات لتعليم اللغة الصينية في مدارس الإسكندرية مثل مدرسة الإسكندرية المشتركة الرسمية للغات ومدرسة هدى شعراوي الثانوية.
التعاون الثقافي والاقتصادي
على صعيد التعاون الثقافي، أشاد القنصل بالتعاون المثمر بين الصين ومؤسسات الإسكندرية، مثل مكتبة الإسكندرية، المتحف اليوناني الروماني، وقلعة قايتباي. وأشار إلى العروض الفنية الصينية التي أُقيمت بالإسكندرية مؤخراً، واستعداد دار أوبرا الإسكندرية لاستضافة عروض فنية صينية عالية المستوى قريبًا.
وفي الجانب الاقتصادي، قال القنصل إن شركات صينية كبرى، مثل ميناء شاندونغ وهايسنس ونيو هوب، كثفت استثماراتها في الإسكندرية خلال عام 2024، مشيرًا إلى التفاؤل بمستقبل التعاون بين الجانبين.
تعزيز العلاقات الاستراتيجية
أكد القنصل يانج يي التزام الصين ومصر بتعزيز التنسيق الاستراتيجي والتعاون الوثيق لدعم العدالة الدولية، وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما أشار إلى الحوار الاستراتيجي الذي عُقد مؤخرًا بين وزيري خارجية البلدين، والذي أثمر عن توافقات مهمة.
واختتم القنصل حديثه بالإشادة بالجهود المبذولة لدعم العلاقات بين الشعبين، وتعزيز التفاهم الثقافي، معبّرًا عن شكره للإعلاميين والمؤسسات التي ساهمت في الترويج للعلاقات الصينية-المصرية، والتبادل الثقافي والتعليم بين البلدين.
