تعليم

رسالة ماجستير بجنوب الوادي تقدم حلول مبتكرة لتحديات الإجهاد الحراري في دجاج التسمين باستخدام أكسيد النحاس النانوي

في ظل المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية، يشكل الاحتباس الحراري وتغير المناخ تهديدًا كبيرًا يؤثر على إنتاج الماشية والدواجن. ويعد الإجهاد الحراري من أكثر العوامل تأثيرًا على أداء الدواجن، حيث يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وتكبد خسائر مالية كبيرة. مع الزيادة المتوقعة في درجات الحرارة العالمية، تزداد أهمية البحث عن حلول مبتكرة لتحسين أداء الدواجن في هذه الظروف.

وفي إطار الجهود البحثية لمواجهة هذه التحديات، أجرت الباحثة ضحى عبد الرحيم محمد محمد دراسة علمية حديثة للحصول على درجة الماجستير من جامعة جنوب الوادي تحت عنوان: “تطبيق التخليق الأخضر لجسيمات أكسيد النحاس النانوية في علائق دجاج التسمين من أجل إنتاج مستدام للحوم في ظل ظروف تغير المناخ”.

هدفت الدراسة إلى تقييم تأثير أكسيد النحاس النانوي الأخضر (Nano-CuO) وزيت النعناع، منفردين ومجتمعين، على الأداء الإنتاجي والجودة الصحية لدجاج التسمين في ظل التغيرات المناخية.

ضمن لجنة الفحص وتقييم الرسالة كلًا من أ.د. زينهم شيخون حسن إسماعيل، أستاذ فسيولوجيا الدواجن بقسم إنتاج الدواجن ووكيل كلية الزراعة بجامعة سوهاج، و أ.د. محمود سيد عبد الصادق، أستاذ علوم المواد بقسم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة جنوب الوادي، و أ.د. عمرو عطية، أستاذ مساعد علوم المواد بقسم الفيزياء بكلية العلوم بجامعة جنوب الوادي.

أُجريت الدراسة في مزرعة مركز البحوث الزراعية بكلية الزراعة بجامعة جنوب الوادي خلال الفترة من 7 يونيو 2022 إلى 19 يوليو 2022. وكان الهدف من الدراسة هو تقييم تأثير أكسيد النحاس النانوي الأخضر (Nano-CuO) وزيت النعناع ومزيجهما على أداء النمو، هضم العناصر الغذائية، جودة اللحم، وبعض مقاييس الدم في دجاج التسمين.

شملت التجربة 192 كتكوتًا من سلالة “روس 308” عمر يوم، وتم تقسيم الطيور عشوائيًا إلى أربع مجموعات متساوية، تضمنت كل مجموعة ستة مكررات، وكل مكرر ثمانية طيور.

تغذت المجموعة الأولى (مجموعة المقارنة) على عليقة أساسية خالية من الإضافات. أما المجموعة الثانية فقد أضيف إلى عليقتها أكسيد النحاس النانوي بتركيز 8 مجم/كجم، بينما أضيف إلى عليقة المجموعة الثالثة زيت النعناع بتركيز 200 مجم/كجم. أما المجموعة الرابعة فتغذت على عليقة مضاف إليها مزيج من أكسيد النحاس النانوي وزيت النعناع بتركيز 8 و200 مجم/كجم على التوالي.

وأشارت الباحثة ضحى عبد الرحيم، إلى أنه تم تقييم الأداء الإنتاجي للطيور من خلال قياس وزن الجسم، معدل النمو، معدل استهلاك العلف، ومعدل التحويل الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، تم دراسة صفات الذبيحة التي شملت وزن الذبيحة، نسبة التصافي، وزن الصدر، الأرجل، الحوائج (القلب، الكبد، والقانصة)، دهن البطن، الطحال، الأمعاء، الأعور، وطول الأمعاء والأعور. كما شملت الدراسة قياسات بيوكيميائية للدم تضمنت تحليل أنزيمات الكبد والكلى، الكوليسترول الكلي، الدهون الثلاثية، الكوليسترول النافع، هرمونات الغدة الدرقية، ومستوى النحاس في الدم.

وقالت الباحثة، أن النتائج أظهرت أن استخدام أكسيد النحاس النانوي وزيت النعناع، سواء منفردين أو مجتمعين، أدى إلى زيادة ملحوظة في وزن الجسم ومعدل النمو مقارنة بمجموعة المقارنة. كما تحسن معدل التحويل الغذائي بشكل كبير، دون تسجيل أي فروق معنوية في معدل استهلاك العلف بين المجموعات. وفيما يخص صفات الذبيحة، سجلت المجموعات التي استخدمت الإضافات تحسنًا في نسبة التصافي والصدر، مع انخفاض معنوي في نسبة الدهون. لم تُظهر الدراسة أي فروق معنوية بين المجموعات في طول الأمعاء والأعور، كما لم يكن هناك تأثير على أنزيمات الكبد والكلى.

وأوضحت أنه من ناحية الصفات البيوكيميائية، انخفضت مستويات الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية في الدم بشكل ملحوظ في مجموعات زيت النعناع وأكسيد النحاس النانوي والخليط بينهما، مقارنة بمجموعة المقارنة. على الجانب الآخر، ارتفع مستوى الكوليسترول النافع والبروتين الكلي في الدم، مما يعزز من الفوائد الصحية لهذه الإضافات.

وأضافت الباحثة ضحى عبد الرحيم، أن النتائج تشير إلى أن استخدام أكسيد النحاس النانوي وزيت النعناع، سواء بشكل منفرد أو مجتمع، يقدم فوائد كبيرة في تحسين الأداء الإنتاجي والجودة الصحية لدجاج التسمين. وتُظهر الدراسة أن هذه الإضافات يمكن أن تُستخدم بأمان في علائق الدواجن مع الحد الأدنى من المخاطر على المستهلكين، مما يعزز من استدامة إنتاج الدواجن في ظل التغيرات المناخية المستمرة. تعتبر هذه النتائج خطوة هامة نحو تعزيز الزراعة المستدامة وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى