شاب يضحي بحياته لإنقاذ فتاة من الغرق في سوهاج: ادعوا له بالرحمة
على ضفاف النيل، الذي حمل عبر التاريخ حكايات الحب والحزن، وقعت مأساة هزت قلوب أهالي سوهاج، وأظهرت شجاعة نادرة ستبقى محفورة في الذاكرة.
كانت فتاة تبلغ من العمر 23 عامًا، تقف على كوبري أخميم، منهكة بالألم واليأس، واتخذت قرارًا مأساويًا بالقفز إلى مياه النيل لإنهاء حياتها. لكن القدر كان يحمل قصة أخرى، قصة بطل ضحى بكل شيء لإنقاذها.
بين صرخات المارة ودهشة الجميع، لم يتردد محمود الأسد، شاب في الثامنة والعشرين من عمره، من قرية جزيرة محروس، في القفز إلى النيل بصحبة صديق له لمحاولة إنقاذ الفتاة. كان محمود يعلم أن التيار قوي، لكن إنسانيته تغلبت على كل خوف. استطاع صديقه الوصول إلى الفتاة وسحبها إلى البر بأمان، لكن محمود بقي يصارع المياه الهائجة، قبل أن يغلبه التعب ويسحبه التيار في لحظة مأساوية.
اختفى محمود تحت سطح المياه، تاركًا خلفه صرخات الألم والحزن التي ملأت المكان. وبعد ساعات من البحث، تمكنت فرق الإنقاذ من العثور على جثمانه، لينقل إلى المستشفى وسط أجواء حزينة خيمت على الجميع.
روى شهود العيان أن محمود لم يتردد لحظة واحدة في القفز لإنقاذ الفتاة، وكان مثالًا للشجاعة والإنسانية. أصدقاؤه وأهل قريته تحدثوا عنه بحرقة، واصفين إياه بالشاب النبيل الذي كان دائمًا يسارع لمساعدة الآخرين دون انتظار مقابل.
الفتاة، التي تم إنقاذها من الموت، كانت في حالة صدمة ولم تتمكن من الحديث عن دوافعها. لكن ما حدث غيّر حياتها إلى الأبد، بعدما قدم محمود حياته فداءً لها.
انتشرت الحادثة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبّر آلاف عن حزنهم العميق لفقدان شاب بمثل هذه الشهامة. وطالب كثيرون بتكريم اسم محمود الأسد، لأنه لم يكن مجرد شاب، بل بطل حقيقي اختار التضحية بروحه لإنقاذ إنسان آخر.
النيل شهد الحكاية، والناس لن ينسوا أبدًا بطلًا قرر أن يواجه الموت بشجاعة، ليمنح الحياة لغيره.