في الذكرى الثانية لرحيل الأنبا كيرلس: شهادات رجال الدين والمجتمع عن أسقف الوحدة والمحبة
كتب- شادي إدوارد :
رحيل نيافة الحَبر الجليل الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي وتوابعها، في 22 ديسمبر 2022، ترك أثراً عميقاً وحزناً كبيراً في قلوب جميع الفئات في المجتمع، سواء من المسلمين أو الأقباط. نياحته شكّلت خسارة لشخصية محبة ومتفانية في خدمة الآخرين، تجاوزت بإنسانيتها أي فروق دينية أو اجتماعية.
في الذكرى الثانية لرحيله، عبّر أبناء الإيبارشية عن ألمهم لفراقه، فيما نعى العديد من الشخصيات العامة نيافته، متحدثين عن إنجازاته ومآثره التي خلدت ذكراه بين الجميع.
حنا حسيب، ناظر الملجأ القبطي بنجع حمادي، استحضر ذكريات العمل والخدمة التي قدمها الأنبا كيرلس قائلاً: “نتذكر نيافة الأنبا كيرلس في كل مكان بالإيبارشية. إنجازاته تبرز أمامنا في كل كنيسة ودير، فقد نذر حياته ووقته بالكامل لخدمة إيبارشيته الحبيبة، وقدّس حياته من أجلها.”
أبونا عازر، كاهن كنيسة ماريوحنا الحبيب بنجع حمادي، أكد على مكانة الأنبا كيرلس في قلوب الجميع قائلاً: “كان سيدنا الأنبا كيرلس مثالاً حيّاً لما قيل عن المسيح في الكتاب المقدس: (الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا). لقد امتدت خدمته لتشمل كل أطياف المجتمع، بلا أي تحيّز، فكسب محبة الجميع، سواء مسلمين أو مسيحيين.”
من جانبه، أشاد علي أبو رجيلة، الأمين العام لحزب التجمع بقنا، بالدور الوطني الذي لعبه الأنبا كيرلس قائلاً: “رغم مرور عامين على انتقاله إلى الأمجاد السماوية، لا تزال ذكراه حاضرة بيننا. لقد كان قديساً يجمع بين الورع الديني والفكر القيادي، وكان نموذجاً للوحدة الوطنية.”
و أشار الدكتور سمير عبدالغني إلى الجانب الاجتماعي والعلمي في حياة الأنبا كيرلس قائلاً: “كان شخصية اجتماعية ومثقفة من الطراز الأول. تميز بحكمته وهدوئه، وكان صانعاً للسلام وداعماً للوئام بين الناس. كل من جلس معه استفاد من علمه وثقافته.”
الأديب والمفكر كمال النجمي وصف الأنبا كيرلس بأنه رمز للوحدة الوطنية، قائلاً: “عاش نيافة الأنبا كيرلس داعياً للوحدة بين جناحي الأمة المصرية، ورعى التفاعل الإيجابي بين المسلمين والمسيحيين. كان مثالاً للإخلاص لوطنه ولشعبه.”
بدوره، قال الدكتور بدوي المعاون، أمين المجالس المحلية لحزب مستقبل وطن بقنا: “الأنبا كيرلس شخصية استثنائية بكل المقاييس. كان يرسخ معالم الوحدة الوطنية بحب وإخلاص، ويعمل دائماً على حل مشكلات المواطنين بمحبة صادقة.”
أما عوض الله الصعيدي، مدير مكتب جريدة الأهالي بقنا، فقد دعا الجميع إلى استلهام نهج الأنبا كيرلس في حياتهم قائلاً: “كان نيافته يجمع بين القيادة الدينية والسياسية بحكمة، وكان محباً للجميع. أدعو محبيه إلى اتباع نهجه والاقتداء به في حياتهم اليومية.”
من جانبه، أكد شاكر أبو بكر، نقيب معلمي قنا، على أن الأنبا كيرلس كان رجل خدمات من الدرجة الأولى قائلاً: “لم يكن هناك فرق بين مسلم ومسيحي في نظر نيافته. كان محبوباً من الجميع، وغيابه خسارة كبيرة لنجع حمادي.”
العقيد محمد الأمين أشار إلى دور الأنبا كيرلس في المصالحات بين الناس قائلاً: “كان نيافته يسعى دائماً لتحقيق الصلح الحقيقي بين الناس، دون أي اعتبارات دينية أو عرقية. كان اجتماعياً من الطراز الأول ويشارك الجميع في أفراحهم وأحزانهم.”
أما اللواء الحسن علي عباس، الأمين العام لحزب حماة الوطن بقنا، فقد قال: “كان الأنبا كيرلس رجلاً ذا فكر ورؤية. تميز بحكمته وطيبته، مما جعله قريباً من قلوب الجميع. استطاع أن يحتوي المشكلات بحكمة ومحبة.”
تميز الأنبا كيرلس بالزهد والتواضع، حيث ظل يستخدم سيارة قديمة لسنوات طويلة، وحرص على توزيع العيديات على الأطفال في المناسبات الدينية. ورغم مرضه الشديد، أصر على زيارة كنائس الإيبارشية حتى أيامه الأخيرة، مقدماً مثلاً حياً في الإصرار على الخدمة.
طوال فترة خدمته التي امتدت 45 عاماً، ترك الأنبا كيرلس بصمة واضحة في الحياة الدينية والاجتماعية بنجع حمادي. كان قريباً من القيادات التنفيذية والشعبية، ومن أبرزهم اللواء عادل لبيب، والدعاة الإسلاميين مثل الشيخ عبد الغفار والشيخ عبد الصبور، مما عزز الوحدة بين المسلمين والمسيحيين في الإيبارشية.
وفي ختام هذه الذكرى، نعاه قداسة البابا تواضروس الثاني قائلاً: “خدم الأنبا كيرلس أبناء إيبارشيته بروح الأبوة المُحبة، وتحمل الكثير من التجارب بصبر وإيمان. أحبه الجميع لما قدمه من محبة وخدمة صادقة.”