استنكر الدكتور عصمت رضوان، وكيل كلية اللغة العربية للبنين بجامعة الأزهر في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج، الجريمة البشعة التي شهدتها مدينة الأقصر، حيث أقدم شاب على ذبح مسن وفصل رأسه عن جسده. وأعرب رضوان عن صدمته من تسابق شهود الواقعة لتصوير المشهد بهواتفهم بدلاً من التدخل لإنقاذ الضحية.
ووصف رضوان هذا التصرف بأنه “انحدار للقيم الإنسانية وانحسار للمبادئ الأخلاقية”، حيث وقف بعض الأشخاص متفرجين على مشهد مروع دون أن يمدوا يد العون للضحية، بل اكتفوا بتوثيق الجريمة بعدسات هواتفهم. وأضاف: “لقد تجرد هؤلاء من كل مشاعر الرحمة، وغلبوا الإثارة وركوب الموجة على الإحساس بالمسؤولية”.
وأشار رضوان إلى أن تصوير الجريمة دون محاولة إنقاذ الضحية يعد جريمة مضاعفة تهز كيان الضمير البشري. الأولى هي التخاذل عن إنقاذ روح بريئة تصارع الموت، والثانية هي ترويع النفوس بنشر مشاهد دموية تثير الهلع بين الناس. أما الجريمة الثالثة، فهي أخطرها، إذ يسهم نشر مثل هذه المقاطع في تطبيع العنف، مما قد يشجع النفوس الضعيفة على تكرار هذه الأفعال الإجرامية.
وأكد رضوان أن المجتمع بحاجة ماسة إلى صحوة تعيد للإنسانية قيمها الأصيلة، حيث يجب أن يكون صوت الرحمة والمسؤولية أعلى من رغبة الشهرة الزائفة. واختتم حديثه بالقول: “حياة الناس ليست مجالاً للشهرة أو المتاجرة، بل هي أمانة تستحق الدفاع عنها بكل قوة، كما قال الله تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا)”.
