أشرف نعسان يكتب: شباب الوطن: درع الأمة ضد مخططات الهدم والتفكيك

في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي يشهدها العالم اليوم، تبرز أهمية الشباب كقوة فاعلة في الحفاظ على استقرار الدول ومواجهة المخططات الهدّامة التي تستهدف زعزعتها وإسقاطها. فالشباب، بما يمتلكونه من طاقة وحماس وإبداع، يُعدون خط الدفاع الأول ضد محاولات الإضرار بالأمن والاستقرار. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن للشباب أن يتحولوا إلى سد منيع ضد هذه المخططات؟
أحد أهم الأدوار التي يمكن للشباب القيام بها هو التسلح بالوعي. فهم بحاجة إلى فهم طبيعة التحديات التي تواجه بلادهم، سواء كانت سياسية، اقتصادية، أو اجتماعية. المخططات التي تستهدف إسقاط الدول غالبًا ما تعتمد على نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة لإثارة الفتنة وزرع الشكوك بين المواطنين. لذلك، فإن الشباب الواعي والمثقف قادر على التصدي لهذه المخططات من خلال التحليل الموضوعي للأحداث ونشر الحقائق بطرق ذكية ومؤثرة
في عصر الإعلام الرقمي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة رئيسية للصراعات الفكرية والدعائية. هنا يظهر دور الشباب في استخدام هذه المنصات لنشر الوعي وتعزيز قيم الوحدة الوطنية. بدلًا من الانسياق وراء دعوات التحريض أو الانقسام، يمكن للشباب تحويل هذه الوسائل إلى أدوات إيجابية لتوعية المجتمع والدفاع عن قضايا الوطن.
المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والمجتمعية
لا يمكن تجاهل أهمية مشاركة الشباب في العملية السياسية كوسيلة لتعزيز استقرار الدولة. انخراطهم في الأحزاب، الجمعيات الأهلية، ومبادرات المجتمع المدني يُعد من الوسائل الفعالة لحماية الدولة من أي محاولات لإسقاطها. فالشباب القادر على تحمل المسؤولية والمشاركة في اتخاذ القرار يضمن أن تكون أصواتهم حاضرة في صياغة مستقبل بلدهم.
والشباب هم منبع الابتكار والإبداع. وفي مواجهة المخططات الهدّامة، يمكن للإبداع أن يكون سلاحًا قويًا. سواء كان ذلك من خلال المشاريع التي تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية، أو الأنشطة الثقافية التي تعزز الهوية الوطنية، فإن الشباب قادرون على تحويل الأزمات إلى فرص.
إن مخططات إسقاط الدولة لا يمكن أن تنجح إلا إذا وجدت فجوات داخل المجتمع. وهنا يأتي دور الشباب في تعزيز قيم الوحدة والتكاتف بين أفراد الشعب. على الشباب أن يدركوا أن الاختلافات الدينية، العرقية، أو الفكرية لا يجب أن تكون سببًا للتفرقة، بل مصدرًا للقوة والتنوع الذي يثري المجتمع
ومن هنا يكمن نجاح الشباب في مواجهة هذه المخططات في مدى قدرتهم على فهم التحديات واستخدام أدوات العصر بذكاء وحكمة. الشباب ليسوا فقط أمل المستقبل، بل هم صناع الحاضر أيضًا. حينما يكون لديهم إيمان راسخ بقيمة وطنهم، ويتحلون بروح المبادرة والمسؤولية، يصبح من المستحيل أن تنجح أي جهة في زعزعة استقرار دولتهم.
ويجب على كل شاب أن يدرك أن حماية الوطن ليست مسؤولية الجهات الرسمية فقط، بل هي واجب على كل فرد في المجتمع. الشباب هم القوة التي يمكنها صنع الفارق بين دولة قوية متماسكة، وأخرى تتعرض للتفكيك.
الشباب هم خط الدفاع الأول عن الوطن، بتسلحهم بالوعي لمواجهة الشائعات واستثمار وسائل التواصل لنشر الوحدة الوطنية. مشاركتهم السياسية والإبداعية تضمن الاستقرار، وتعزيز التكاتف يقوّي المجتمع ضد أي تهديد. استثمار وعيهم وإمكاناتهم يجعلهم الحصن المنيع أمام كل التحديات.
كانب المقال: وكيل أول لجنة الصناعة والتجارة بنموذج محاكاة مجلس الشيوخ المصري