تقارير وتحقيقات

حمرة ومش مجنونة.. موسم حصاد الطماطم في مزارع قنا وسط فرحة المزارعين

 

كتبت: ولاء فخري

تعيش مزارع محافظة قنا، وخاصة قرية الأشراف المشهورة بزراعة الطماطم، أجواءً من البهجة والفرحة مع بدء موسم حصاد الطماطم، حيث يسابق المزارعون الزمن لتوفير المحصول بأسعار مناسبة للمواطنين قبل حلول شهر رمضان المبارك. ويشهد الموسم هذا العام 2025 نشاطًا مكثفًا، مع العمل على قدم وساق لجني محصول الشتاء الأبرز.

 

رحلة زراعة الطماطم في قنا

يقول أحمد عبدالشافي الحداد، أحد مزارعي قرية الأشراف الشرقية، إن زراعة الطماطم تبدأ من سبتمبر حتى أكتوبر، حيث يساعد الطقس الشتوي في نمو الثمار ونضجها. وأوضح أن هناك عدة أنواع للطماطم، من بينها بسيمو، رفيو، 30-60، واقنعات، مشيرًا إلى أن “رفيو” هو الأفضل لقدرته على تحمل تغيرات الطقس، كما يتميز بالمذاق الجيد والشكل المميز.

 

طرق الجني والتوزيع

وأضاف الحداد أن حصاد الطماطم يتم يدويًا بواسطة العمال الزراعيين دون استخدام أي وسائل آلية، حيث يتم الجني باستخدام “الباسكت” (الجردل أو القفص)، ثم تُحمَّل الكميات على الفور إلى السيارات لتجنب تعرضها لأشعة الشمس التي قد تؤثر على جودة الثمار.

 

وأشار إلى أن الطماطم توزَّع داخل شوادر المحافظة فقط دون تصديرها خارجها، مؤكدًا أن التحدي الأكبر الذي يواجه المزارعين هو تقلبات الطقس، إذ قد تتسبب أشعة الشمس الحارقة في إعادة الزراعة، مما يرفع التكاليف.

 

التحديات التي تواجه المزارعين

يقول عبدالشافي إن الحشرة القاتلة “السوسة” تُعد أكبر تهديد للمحصول، حيث تؤدي إلى تلف الثمار وخسائر فادحة، لكن المزارعين يحاولون مكافحتها بالرش والعناية المستمرة بالمحصول.

 

وأضاف أن سعر كيلو الطماطم يصل إلى جنيه واحد، بينما يبلغ وزن العداية (السلة) 30 كيلو، وتُباع في الشوادر بسعر 30 جنيهًا، مشيرًا إلى أن خسائر الزراعة تتفاقم إذا تفشَّت الحشرات في المحصول، إذ يضطر المزارعون إلى إنفاق مبالغ طائلة على المبيدات والعناية، دون القدرة على رفع الأسعار لمواكبة التكلفة الحقيقية.

 

الطماطم.. ثاني أهم محصول شتوي في قنا

ويؤكد الحداد أن الطماطم تأتي في المرتبة الثانية بعد قصب السكر كأهم المحاصيل الشتوية في قنا، حيث يُباع جزء من المحصول بأسعار أقل من المعتاد، في إطار توفيره للمواطنين بأسعار مناسبة خلال هذا الموسم.

 

العمالة الموسمية وحصاد الطماطم

من جانبه، قال عبدالسلام حسين، وهو عامل يومي في حصاد الطماطم بالأشراف الشرقية، إن الموسم يوفر له مصدر رزق مهمًا، رغم أن دخله بالكاد يكفي متطلبات المعيشة. وأوضح أنه يبدأ العمل من السادسة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهرًا، مشيرًا إلى أن الطماطم تُجهَّز فور حصادها لطرحها في الأسواق المحلية.

 

وأشار حسين إلى أن مشروعات تجفيف الطماطم في الظهير الصحراوي حققت نجاحًا كبيرًا، حيث حصلت على دعم من وزارة الزراعة لتوفير مستلزمات مناشر التجفيف، مما ساعد في فتح أسواق عالمية جديدة تستقطب المحاصيل الغنية بخيرات جنوب الصعيد.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى