أشرف نعسان يكتب – محاولات بثّ الفتنة بين مصر والأردن: مؤامرة مكشوفة لن تمرّ

 

لا تتوقف المحاولات الخارجية عن زعزعة استقرار المنطقة العربية، ويبدو أن هناك جهات بعينها تسعى بشكل محموم لإشعال الفتن بين الدول الشقيقة بهدف تفكيك الروابط التي تجمعها.

اليوم، نشهد محاولة جديدة لضرب العلاقات المصرية الأردنية عبر اجتزاء تصريحات لجلالة الملك عبد الله الثاني وتصديرها إلى الشارع المصري بطريقة مغرضة، وكأن هناك من يريد إشعال فتيل أزمة غير موجودة من الأساس.

هل نحتاج إلى تنبيه لكل مؤامرة؟

السيناريو أصبح مكشوفًا ومتكررًا: ترويج شائعات، اجتزاء تصريحات، بث سموم إعلامية بهدف خلق خلافات وهمية. ومع ذلك، يبدو أن البعض لا يزال يراهن على قصر ذاكرة الشعوب، متناسيًا أن المصريين والأردنيين على درجة من الوعي تجعلهم يدركون جيدًا حقيقة هذه المخططات وأهدافها، فالعلاقة بين مصر والأردن ليست مجرد تحالف سياسي مؤقت، بل هي علاقة استراتيجية تمتد لعقود، مبنية على المصالح المشتركة والتاريخ المشترك والمصير الواحد.

هذه المحاولة الجديدة لضرب العلاقات المصرية الأردنية ليست إلا خطوة ضمن مخطط أوسع لتمرير مشاريع مشبوهة، أبرزها ما يُعرف بـ”صفقة القرن”، التي تهدف إلى فرض واقع جديد على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية.

وهنا، لا بد من التذكير بأن مصر كانت من أوائل الدول التي تصدت لهذه الصفقة، ورفضت أي حلول تنتقص من حقوق الفلسطينيين أو تمسّ الأمن القومي العربي.

السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا هذه الحملة الآن؟ ولماذا يتم التركيز على مصر والأردن تحديدًا؟

الجواب واضح: لأن البلدين يشكلان عقبة كبرى أمام تنفيذ هذه المخططات، خاصة مع مواقفه الواضحة تجاه القضية الفلسطينية.

وهنا يأتي دور الإعلام الموجه والمخابرات الأجنبية في محاولة خلق شرخ بينهما، لكن هيهات لهم أن ينجحوا، ومن يراهن على جرّ المصريين إلى معارك جانبية عبر الشائعات فهو واهم.

المصريون يدركون أن أمنهم القومي لا يتجزأ، وأن استقرار الأردن جزء من استقرار مصر والعكس صحيح.

كذلك، فإن القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تدرك جيدًا أن هذه المحاولات ليست سوى فخاخ سياسية هدفها إشغال الدول العربية في خلافات مصطنعة بينما يتم تمرير أجندات خارجية.

لا للفتنة.. نعم للوحدة

في النهاية، الرسالة واضحة: لا يمكن لأي قوة خارجية أن تزرع الفتنة بين مصر وأي دولة عربية شقيقة، خاصة دولة بحجم وأهمية الأردن، أما المراهنون على التفرقة، فهم يواجهون شعوبًا أصبحت أكثر وعيًا وإدراكًا لهذه الألعاب القذرة.

مصر كانت وستظل داعمة للاستقرار العربي، ولن تسمح بتمرير أي مشروع يهدد المنطقة.

باختصار، لن تمرّ هذه المؤامرات، ولن يُسمح لأحد بأن يلعب بالنار بين الأشقاء، فمصر والأردن، قيادة وشعبًا، يدركان حجم التحديات، ويعلمان أن المواجهة الحقيقية ليست بينهما، بل مع من يريد تمزيق الأمة لحساب مصالحه.

 

*كاتب المقال: وكيل أول لجنة الصناعة والتجارة بنموذج محاكاة مجلس الشيوخ 

 

Exit mobile version