حلوة يا بلدي

“العم أحمد عبد الراضي”.. أيقونة صناعة ألواح الصاج والخزائن في الوقف

 

كتبت: سمر سليمان

عندما تتجول في سوق الاثنين بمركز ومدينة الوقف، ستجد العم أحمد محمود عبد الراضي، رجل السبعين عامًا، جالسًا في مساحة لا تتجاوز مترًا في متر، متخذًا من ظل أحد الجدران مأوى له، حيث يمارس حرفته اليدوية في صناعة ألواح الصاج والخزائن، ولحام بوابير الجاز والشيش وفوانيس رمضان، وهي مهنة ورثها عن والده منذ عشرات السنين.

حرفة تتحدى الزمن

بجوار إحدى المقاهي بسوق الاثنين، يجلس العم أحمد، ممسكًا بمطرقته الصغيرة، وأمامه علب الصفيح التي يحوّلها بمهارة إلى منتجات متنوعة، من الخزن الحديدية المزودة بأقفال متعددة، إلى ألواح الصاج المستخدمة في طهي المخبوزات.

يُدهشك إن جلست معه للحظات خفة يده ودقته في تشكيل المعادن إلى أشكال متعددة تلبي احتياجات أهالي صعيد مصر، مستخدمًا أدوات بسيطة، لكنها كافية لإخراج منتجاته المتقنة.

يقول العم أحمد إنه أمضى خمسين عامًا في هذه المهنة، التي تعلمها على يد والده منذ أن كان في العشرين من عمره، حيث اعتاد الجلوس بجواره ومساعدته حتى أتقن الصنعة.

أدوات بسيطة وصنعة متقنة

يوضح العم أحمد أن عمله يعتمد على الشاكوش لتسوية الخزائن والصاج، والزرادية لثني المعادن، والمقص لقص الزوائد، إضافة إلى الكاوية المستخدمة في اللحام، والتي تعمل مع بوتاجاز صغير بعين واحدة واسطوانة غاز صغيرة.

إقبال متزايد رغم التحديات

يشير العم أحمد إلى أن منتجاته تُجهّز حسب طلب الزبائن، سواء كانت خزائن بأقفال متنوعة أو ألواح صاج للأفران، ويستغل تواجده في السوق لعرض منتجاته وبيعها مباشرة للمواطنين، حيث يجلب له بعض الزبائن علب الصفيح القديمة ليعيد تدويرها مقابل أجر رمزي.

ويؤكد أن الطلب على منتجاته يزداد قبل الأعياد وفي فصل الصيف، حيث تحتاج العرائس إلى الصواني ضمن جهازهن لتحضير المخبوزات، وهو موسم يشهد رواجًا أكبر لأعماله.

مهنة لا تفي بمتطلبات الحياة

يعيش العم أحمد مع أسرته المكونة من أربعة فتيات وصبي في منطقة السنابسة – رنا، مشيرًا إلى أن المردود المادي لهذه المهنة لم يعد كافيًا لتلبية احتياجاتهم، بخلاف الماضي عندما كان سعر الصاج لا يتجاوز 25 قرشًا، وكانت حركة البيع أفضل بكثير مما هي عليه الآن.

ويختتم حديثه قائلاً: “كل شيء يهون.. الحمد لله على نعمة الحال، فهذه المهنة هي مصدر رزقي الوحيد، وأفتخر بها رغم كل الصعوبات.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى