حلاوة زمان.. شاهد صناعة الكنافة في الصعيد: أساس السفرة في الشهر الكريم

كتبت: ولاء فخري
مع قدوم شهر رمضان الكريم، يتهافت الجميع على شراء الكنافة، فهي الحلوى الشعبية الأولى على مائدة الغني والفقير في جنوب صعيد مصر.
في أحد المحال القديمة، يقف رجل ممسكًا بقمع مصنوع من الألومنيوم بحرص، يرش العجين بشكل دائري على صاج الفرن البلدي، ينتظر قليلًا حتى تنضج وتصبح جاهزة للبيع. وبين لهيب الفرن وحلاوة الرزق الحلال، يواصل العمل لساعات طويلة، يتبادل الأدوار مع زملائه في صناعة الكنافة، التي توارثتها الأجيال.
إرث عائلي مستمر
يقول العم حسن التهامي، بائع كنافة بمركز قوص في محافظة قنا، إنه يعمل في هذه المهنة بالوراثة أبًا عن جد، حيث تعلمها داخل المحل الذي نشأ فيه. وأضاف أنه يعمل في صناعة الكنافة الآلية طوال العام، وليس فقط خلال شهر رمضان، حيث تتميز هذه الصناعة بارتفاع الطلب عليها.
طريقة العمل والإقبال على الكنافة الآلية
وأشار التهامي إلى أن يومه يبدأ من الصباح الباكر وحتى المساء، حيث يعتمد على خبرته في ضبط درجة حرارة الفرن المتوسطة للحصول على أفضل نتيجة. موضحًا أن مكونات الكنافة الأساسية هي الدقيق والماء والسمن، وتختلف الآلية عن الكنافة البلدي في طريقة التحضير، حيث تباع الكنافة الآلية بسعر 35 جنيهًا للكيلو.
وأكد أن الإقبال على الكنافة الآلية يفوق البلدي، نظرًا لسهولة تحضيرها وطعمها المميز، لافتًا إلى أن بعض الزبائن يشترونها ليس فقط للاستهلاك المحلي، ولكن أيضًا لإرسالها إلى أقاربهم في الخارج.
الفرق بين الفرن البلدي والآلي
وعن الفرق بين الفرن البلدي والآلي، أوضح التهامي أن الفرن البلدي يعتمد على الوقود التقليدي، لكنه قد يتسبب في بعض الأضرار، في حين يعمل الفرن الآلي بالكهرباء، إلا أن انقطاع التيار قد يؤدي إلى تلف العجين.
طقوس العمل في رمضان
واختتم حديثه قائلًا: “نبدأ العمل في الأيام العادية من الساعة 8 صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، ثم نأخذ استراحة ونعود للعمل الساعة 5 مساءً حتى انتهاء الطلب. أما في رمضان، فيختلف التوقيت، حيث نعمل حتى أذان المغرب، ثم نتوقف للإفطار، قبل أن نعاود العمل مرة أخرى لتلبية احتياجات الزبائن”.