مدرسة القصر الابتدائية المشتركة: من استراحة للأمير إلى منارة للعلم على ضفاف النيل

 

كتب: شادي إدوارد

تحتضن محافظة قنا، وتحديدًا على ضفاف نهر النيل في قرية القصر بنجع حمادي، صرحًا تعليميًا عريقًا يحمل بين جدرانه عبق التاريخ وذكريات الماضي، إنها مدرسة القصر الابتدائية المشتركة، أو كما يحلو لأهالي المنطقة تسميتها “مدرسة البحر”، التي تعد من أقدم المدارس في قنا، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى سبعينيات القرن الماضي.

من استراحة أمير إلى مدرسة تاريخية:

لم تكن مدرسة القصر مجرد صرح تعليمي عادي، بل كانت في الأصل استراحة للأمير يوسف كمال، أحد أمراء الأسرة العلوية، وكانت تضم إسطبلًا للخيول. وفي عام 1960، تحولت الاستراحة إلى مقر للاتحاد الاشتراكي، وبعد ثورة يوليو 1952، أصبحت المدرسة تابعة للإصلاح الزراعي. وفي السبعينيات، تحولت إلى مدرسة ابتدائية مشتركة، لتستقبل أجيالًا من أبناء قنا وتمنحهم نور العلم والمعرفة.

إطلالة على النيل وتاريخ عريق:

تتميز مدرسة القصر بموقعها الفريد، حيث تطل مباشرة على نهر النيل، مما يضفي عليها جمالًا وسحرًا خاصًا، وكان ذلك سبب شهرتها باسم “مدرسة البحر” من قبل أهالي المنطقة. كما تخرج من هذه المدرسة العريقة العديد من الشخصيات الفريدة التي ساهمت في خدمة المجتمع في مختلف المجالات.

مدرسة القصر اليوم:

لا تزال مدرسة القصر الابتدائية المشتركة تؤدي دورها التعليمي والتربوي على أكمل وجه، وتسعى جاهدة لتطوير مناهجها ووسائلها التعليمية لتواكب العصر وتلبي احتياجات الطلاب. وتضم المدرسة نخبة من المعلمين الأكفاء الذين يبذلون قصارى جهدهم لتنشئة جيل واعٍ ومثقف.

يشيد أهالي المنطقة بدور مدرسة القصر في تعليم أبنائهم وتنشئتهم على القيم والأخلاق الحميدة، ويؤكدون أنها صرح تعليمي عريق يجب الحفاظ عليه وتطويره.

تبقى مدرسة القصر الابتدائية المشتركة شاهدًا على تاريخ قنا العريق، ومنارة للعلم والمعرفة على ضفاف النيل، ومصدر فخر لأهالي المنطقة.

Exit mobile version