
إن التاريخ مليء بالأمثلة التي تؤكد أن النجاح الحقيقي لا يُجنى في بيئات مثالية، بل ينمو في أحضان الظروف القاسية. وكما قال العالم الشهير ألبرت آينشتاين: “في خضم الصعوبات تُولد الفرص.” إن إدراك هذه الفكرة يعكس حقيقة عميقة مفادها أن التحديات والصعوبات تُعد مصدرًا للإلهام وابتكار الحلول.
عندما نعيش في بيئة مستقرة ومريحة، يصبح الأداء الجيد أمرًا متوقعًا. وفي هذه الحالة، يُعد تحقيق الإنجاز نتيجة طبيعية لا تُصنَّف كإنجاز استثنائي، بل كإتمام لمهمة مقررة بلا مفاجآت. أما إذا جاءت النتائج دون المستوى المتوقع، فإنها تُعتبر إخفاقًا.
في المقابل، عندما نواجه ظروفًا صعبة، وتتكاثر العوائق، وتقلّ مصادر الدعم، يصبح النجاح – بعزيمتنا وإصرارنا على تجاوز العقبات – عملًا بطوليًا. في هذه اللحظات، لا نقيس النجاح بالنتائج أو الإنجازات فقط، بل بقوة الإرادة التي أظهرناها، وبالصبر الذي بذلناه خلال مسيرة الكفاح، وبالإيمان الذي لم ينكسر حتى في أوقات الشدة.
كل إنجاز يتحقق وسط هذه الظروف يُعد تحديًا للواقع، ورسالة قوية للعالم تقول: “أنا هنا، رغم كل شيء… وسأصنع الفارق.” لذلك، لا ينبغي للأفراد أن يتهربوا من الصعوبات أو يتمنوا طرقًا سهلة، بل عليهم أن يتمنوا قلوبًا قوية، وعقولًا صبورة، وإرادة لا تلين.
إن النجاح الذي يُولد في أحلك اللحظات يُخلّد الاسم، ويضعه على لائحة التأثير، لا كإنجاز عابر، بل كعلامة فارقة. وهذا ما يميز الأفراد الذين يتركون بصمتهم في المجتمع ويُحدثون تغييرًا حقيقيًا.
في النهاية، علينا أن نتذكر أن كل معاناة تحمل في طياتها دروسًا لا تُقدَّر بثمن، تُسهم في بناء شخصيات قادرة على التحدي والمواجهة، وتمهّد الطريق نحو إنجازات خالدة.
* كاتب المقال: مدير عام مدارس النيل المصرية الدولية