
في تطور مثير يعكس حجم الإهمال والفساد، كشفت النيابة الإدارية بالأقصر – القسم الثاني، عن وقائع صادمة داخل قصر ثقافة الطفل وقصر ثقافة الأقصر، في أعقاب زيارة مفاجئة أجراها الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، رصد خلالها مخالفات جسيمة تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع إخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي.
وجاءت التحركات السريعة تنفيذًا لتكليفات المستشار عبد الراضي صديق – رئيس هيئة النيابة الإدارية، حيث انتقل فريق من النيابة برئاسة المستشار عصام عبداللطيف – مدير النيابة، وعضوية المستشار مصطفى عليان – رئيس النيابة، والمستشار مؤمن الشرقاوي – وكيل النيابة، يرافقهم عدد من المختصين بإقليم جنوب الصعيد الثقافي، لمعاينة الموقعين محل البلاغ.
وأسفرت المعاينة لقصر ثقافة الطفل عن اكتشاف كارثة حقيقية؛ إذ تبين عدم وجود أي أعمال تطوير بالمقر، مع تراكم كميات هائلة من مخلفات الحفر، والأخطر وجود حفرة عميقة داخل إحدى غرف الدور الأرضي يتجاوز عمقها أربعة أمتار، يُشتبه في استخدامها للتنقيب عن الآثار، وتمتد إلى خارج المبنى، ما أدى إلى حدوث هبوط أرضي وحفرة بالشارع العام قطرها نحو متر ونصف، في مشهد ينذر بخطر داهم على الأرواح والمنشآت.
وفي قصر ثقافة الأقصر، لم يكن الوضع أقل خطورة، حيث كشفت المعاينة عن وجود كميات ضخمة من المياه الجوفية المتراكمة داخل غرفة الكهرباء والمحولات، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا على سلامة المبنى والعاملين فيه.
وأمرت النيابة الإدارية بتشكيل لجنة فنية عاجلة من المتخصصين بمحافظة الأقصر وإقليم جنوب الصعيد الثقافي، لفحص ملابسات الواقعتين وإعداد تقرير فني شامل بكافة التفاصيل، مع استمرار التحقيقات لكشف المسؤولين عن تلك الكوارث.
وجارٍ استدعاء المسؤولين ومراجعة كافة الإجراءات الإدارية والفنية التي أفضت إلى هذا الإهمال الجسيم.