محافظات

قصة صيدلي نجع حمادي.. “أبانوب نشأت” مات بصمت بعدما خذله الجميع!

 

كتب: شادى ادوارد 

في مدينة نجع حمادي الهادئة، اهتزت القلوب على وقع أنباء العثور على جثة الصيدلي الشاب أبانوب نشأت داخل مسكنه. لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل فتحت الباب أمام تساؤلات مؤلمة حول الظروف التي قد تدفع شابًا في مقتبل العمر إلى إنهاء حياته. هل أبانوب ضحية مجتمع قاسٍ، أسرة غابت عنها الرعاية، أم أن الضغوط الحياتية والمعاناة النفسية قد وصلت به إلى طريق مسدود؟

 

من هو أبانوب نشأت؟

أبانوب نشأت دانيال، شاب في السابعة والعشرين من عمره، كان يعمل صيدليًا في مستشفى فرشوط المركزي. لم يكن أبانوب مجرد اسم عابر، بل كان معروفًا بأخلاقه الطيبة وحسن تعامله مع زملائه ومرضاه، وهو ما أكدته مديرية الصحة بقنا في بيان نعيها الذي عمّته مشاعر الحزن والأسى. ولكن خلف هذه الصورة المهنية المشرقة، كانت هناك معاناة نفسية يُقال إنها تفاقمت مؤخرًا.

 

تشير التحريات الأولية إلى أن أبانوب كان يعاني من أزمة نفسية في الفترة الأخيرة. وتلفت الشائعات في الشارع إلى أن هذه الأزمة تفاقمت بعد وفاة والده. يُقال إن أبانوب وجد نفسه فجأة مسؤولًا عن أشقائه الصغار، بعد أن تخلى عنهم أحد أقاربه وانشغل بأموره الخاصة. هذا العبء المفاجئ والثقيل، بالإضافة إلى الحزن على فقدان الأبوين، يبدو أنه شكل ضغطًا هائلًا على كاهل هذا الشاب.

 

هل للأسرة ذنب في هذه المأساة؟

السؤال الذي يتردد في أروقة نجع حمادي هو: هل كان للأسرة دور في هذه النهاية المأساوية؟ ليس المقصود هنا إدانة، بل تحليل عمق الظروف. عندما يمر شاب بمثل هذه المحن النفسية، هل كان هناك دعم كافٍ ورعاية واهتمام لانتشاله من دوامة اليأس؟ هل كان هناك من ينتبه لإشارات Distress التي ربما يكون قد أرسلها، أو يمد له يد العون للتغلب على صراعاته الداخلية؟

 

إذا كانت الرواية المتداولة عن تخلي أحد الأقارب عن مسؤولية رعاية الإخوة الصغار صحيحة، فإن هذا يضع عبئًا إضافيًا على الأسر الممتدة والمجتمع ككل. هل نحن قادرون على احتواء أبنائنا وشبابنا في أوقات ضعفهم؟ هل نوفر لهم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم عندما تشتد عليهم الخطوب؟ أم نتركهم يواجهون عواصف الحياة بمفردهم، ليجدوا في النهاية أن الانتحار هو الملاذ الأخير لإنهاء معاناتهم؟

 

ردود فعل الشارع والأهالي في نجع حمادي

أثار نبأ وفاة أبانوب نشأت صدمة كبيرة في أوساط أهالي نجع حمادي.. وعبرت صفحات التواصل الاجتماعي عن حزن عميق، وامتلأت برسائل التعازي والدعوات له بالرحمة. لم تكن مجرد رسائل روتينية، بل عكست حالة من التعاطف والألم تجاه شاب رحل في ظروف غامضة ومأساوية.

 

تحدث الأهالي عن أبانوب كشاب محترم ومحبوب. البعض أشار إلى أنه كان هادئًا ومنطويًا بعض الشيء، وهو ما قد يتوافق مع معاناة نفسية داخلية. ساد شعور بالصدمة والحيرة بين من عرفوه، بينما تساءل آخرون بصوت عالٍ عن الأسباب الحقيقية وراء وفاته، وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع في حماية شبابه. هناك دعوات متزايدة لتسليط الضوء على الصحة النفسية، وكسر حاجز الصمت حولها، وتشجيع الأفراد على طلب المساعدة دون خوف من الوصمة.

 

بينما تستكمل جهات التحقيق فحص ملابسات الواقعة، تبقى قصة أبانوب نشأت جرس إنذار للمجتمع بأكمله. إنها دعوة للتفكير في دورنا كأفراد ومؤسسات في دعم من يعانون بصمت، وللتأكيد على أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية.

هل تعتقد أن المجتمع يلعب دورًا كافيًا في دعم الشباب الذين يمرون بأزمات نفسية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى