اخبارقادرون باختلاف

الأزهر والمجلس القومي للإعاقة يطلقان مبادرة رائدة لتأهيل الدعاة بلغة الإشارة

 

في خطوة نوعية تعكس حرص الدولة المصرية على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، أطلق الأزهر الشريف بالتعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، مبادرة غير مسبوقة بعنوان: “تأهيل وإعداد الدعاة والوعاظ لاستخدام لغة الإشارة”، وذلك خلال الاحتفالية التي نظمها الأزهر بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالقاهرة، تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للغات الإشارة.

 

وأكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن المبادرة تمثل نقلة مهمة في خدمة فئة الصم وضعاف السمع، حيث تهدف إلى نشر رسالة الدين الوسطية ورفع الوعي الديني لديهم عبر التواصل المباشر مع الدعاة والواعظات بلغة الإشارة. وأوضحت أن هذه الجهود تأتي التزامًا ببنود الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتماشيًا مع “رؤية مصر 2030” التي تضع تمكين ذوي الهمم في مقدمة أولوياتها.

 

من جانبه، شدد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، على أن الأزهر ماضٍ في دعم جميع شرائح المجتمع، مؤكدًا أن المبادرة تعكس رسالة الأزهر في نشر العلم النافع وتحصين العقول، ومعلنًا عن تدشين منصة دعوية رقمية مخصصة لخدمة الصم وضعاف السمع. وكشف أن المرحلة الأولى للمبادرة تستهدف تدريب 50 واعظًا وواعظة على لغة الإشارة، مؤكدًا أن الأزهر لن يدخر جهدًا لضمان استمرارية المشروع وتحقيق أهدافه.

 

وفي كلمتها، أوضحت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لشئون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، أن مصر تضم أكثر من مليون ومائة ألف شخص من ذوي الإعاقة السمعية، الذين عانوا طويلًا من ضعف الوصول إلى المحتوى الديني. وأشارت إلى أن المبادرة تمثل نقلة حضارية لحمايتهم من التأويلات المغلوطة، عبر إعداد دعاة يجيدون لغة الإشارة، وإعداد مناهج مبسطة وبرامج إعلامية مترجمة، فضلًا عن دعم جهود ترجمة خطب الجمعة في المساجد الكبرى.

 

وشهدت الاحتفالية حضورًا رفيع المستوى، تقدمهم فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عباس شومان رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، إلى جانب نخبة من الدعاة والواعظات ومشاركة واسعة من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، الذين رحبوا بالمبادرة واعتبروها جسرًا جديدًا للمعرفة والتواصل.

 

هذه المبادرة التي تأتي برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، تمثل خطوة استراتيجية لدمج ذوي الإعاقة السمعية في الحياة الدينية والمجتمعية، وترسيخ قيم المساواة والرحمة التي يحرص الأزهر الشريف على نشرها محليًا وعالميًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى