تقارير وتحقيقات

لماذا اختفى الحوار بين أفراد الأسرة ؟

لا الزوج يتناقش مع زوجته.. ولا الأبناء يستشيرون الوالدين..والأم مطحونة طوال اليوم

 

د. احمد علام : النصائح الخارجية الخاطئة تزيد الفجوة بين الأب وبقية الاسرة

د. خلود زين: اختفاء الحوار يصيب العيشة بالملل والتعاسة والإحباط

د. سحر حسان: التخلي عن العقاب الشديد وعودة الاجتماعات الدورية يعيد الدفء للبيوت

الصمت واختفاء الحوار الأسري بين الزوجين من أكثر المشكلات الاجتماعية التي تواجه الأسر في مجتمعنا حيث يخلق مشكلات نفسيه وأخلاقية للأبناء ويحدث فجوه كبيره بين الأبناء والاباء ويزيل ترابط الاسره الواحده فلا يجد الأبناء لغه انسجام داخل الاسره ويصبح كل منهم يعيش في جزيره منعزلة وعالم حاص به مما يؤدي الي كثير من المشكلات التي يتعرضون لها بسبب الهروب الي وسائل التواصل الاجتماعي مع أصدقائهم ويجعلهم يعيشون في صمت بسبب غياب الحوار الأسري وأسلوب تربيه الوالدين وتوارث الأخطاء التربويه خاصه من الأب والتسلط وعدم ادراك الوالدين خطورة المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء فعلي الآباء والأمهات أن يعيدوا دور القدوة في حياه أبنائهم مع المواظبة علي الاجتماع الأسبوعي والاستغناء عن الموبايل والانترنت ساعتين يومياً.

تفكك اسرى

د. احمد علام استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية يقول: غياب واختفاء الحوار بين أفراد الأسرة بسبب عدم قدره أحد الوالدين علي جذب الأبناء والمعاملة السيئه لهم نتيجه لتوارث افكار مغلوطة أو سماع نصائح مدمرة سواء من الزملاء أو الأهل ادي إلي سهوله غياب الحوار بين الزوجين وبالتالي انتقل الي الأبناء بشكل كبير بالإضافة إلى الدور الخطير لمواقع التواصل الاجتماعي التي جذبت الجميع وأصبح كل فرد يعيش في جزيره منعزله رغم أنهم في نفس المكان فكل ابن يعيش مع هاتفه والأم والأب في غفله بسبب ضغوط العمل والحياه الاقتصادية الصعبه التى تعيشها معظم الأسر مما ادي إلي غياب الحوار حيث أن عدم خروج الاهل مع الأبناء خاصه في فترات المراهقه وتحديدا من 15:12 عاما وحاله الصمت الزوجي التي يعيشونها معظم أوقات الاسبوع أو غياب الاب لظروف عمله جعل هناك فرصه لحدوث التفكك الأسري واختلال الحياه الاسريه .

فجوة بين الأب والابن

يؤكد د. علام ان الملل أصبح موجودا داخل الاسره الواحده لكثره التطلعات والمتطلبات وعدم شعورنا بالراحه والأمان علي عكس زمان حيث كانت ابسط الاشياء تشبعنا وتشعر كلا منا بالسعادة والراحة، فالأم مطحونه طوال الوقت خاصه إذا كانت امرأة عامله تخرج يوميا أو إذا كانت تعمل من المنزل حيث اختلفت مواعيد العمل وأصبحت الام تعمل لساعات متأخره من اليوم رغم تواجدها وسط أبنائها لكنها تتركهم في أيدي مواقع الانترنت والالعاب الالكترونيه ومطلوب منها إتمام عملها علي الوجه الأكمل والاستجابه لطلبات أولادها وزوجها وكذلك الزوج يعمل بعيدا عن بيته لفترات طويلة مما ادى الي الضغط علي الام ،فلابد أن يستيقظ الآباء والأمهات لخطوره غياب الحوار الأسري وان يجتمع جميع أفراد الأسرة مرة أسبوعيا وقيام الآباء بالرقابه علي أبنائهم ومراقبه هواتفهم وتقديم النصائح لهم بأسلوب هاديء والابتعاد عن الأسلوب الغليظ والعنف من الاب الذي يحدث فجوه كبيره ويفقد الأبناء الترابط ويجدون صعوبة في حل مشكلاتهم فلابد أن يعيد الاب والام لغه الحوار والقدوه في حياه الأبناء والابتعاد عن الصمت الأسري وأدراك خطوره المراحل العمريه التي يمر بها أبناؤهم.

تعاسة واحباط

د. خلود زين استشاري العلاقات الاسريه والاجتماعية تقول: نحن في حاجة إلى إنشاء حوار هادئ بين أفراد الأسرة فى بيئة آمنة حتي نصل إلى الحوار الأسرى الايجابى بين أفراد المجتمع فنحن نحتاج إلى نجاح الحوار بين الزوجين اولا فهو يقى الحياة الزوجية من المشكلات ويبعد عنها الركود والملل والرتابة والروتين الذي يدمر الحياة الزوجيه لأن غياب الحوار بين الزوجين من العوامل الأساسية فى الشعور بالتعاسة والإحباط وحدوث الطلاق في معظم الحالات ومع ذلك فإذا تعرض أحدهم الي مشكله فلابد من أن يمنحوا أنفسهم الوقت الكافى لحلها لأن العلاقة بين الزوجين عميقة جدا وتحتاج إلى رعاية دائمة بدون تهديد او ابتزاز عاطفى بل يجب على الزوجين التحلى بالصبر والتمسك ببعضهم البعض الي ابعد الحدود.

اختلاف فكرى

اضافت إن عدم اتفاق الزوجين او اختلافهم الفكري أول اسباب اختفاء الحوار الأسري. فلابد أن يحرص كل منهما علي اختيار شريك الحياة بدقة وان يكون بينهما توافق لأن عدم اتفاق الزوجين أمام الأبناء وعدم وجود حوار بينهما والمشاجرات المستمرة يخلق التفكك وعدم ارتياح الابناء بينهما لأن الرجل الشرقي يتخيل دائما أنه علي صواب دائماً ومع الأسف يرفض وجود حوار بينه وبين زوجته ويعاملها بشكل مهين ويقلل منها احيانا أمام الأبناء، والبعض يتخد جميع القرارات منفرداً وبدون مشاركة الزوجة، وبالتالي يؤثر تأثيراً سلبياً علي تربية الاولاد.

تنصح د. خلود الزوجين بتجنب الوقوع في هذه الأخطاء وان نعلم ابناءنا طريقة المناقشة السليمة وان يتخلي الاب والام عن طرق العقاب الشديدة التي تنعكس علي نفسية الابناء لأن الحوار الأسري له عدة جوانب هي حوار بين الزوجين وحوار بين الام والاولاد. وحوار بين الاب والاولاد واختفاء الحوار بين الأب والابناء يكون بسبب وجود الاب معظم الوقت خارج المنزل لظروف العمل وبالتالي لا يجد الابناء فرصة للحوار مع الأب بالإضافة الي ان اختفاء الحوار بين الام والابناء عندها يشعر الابن بأن هناك حالة من التوجيه والارشاد فقط من الأم. ويؤثر علي الطفل سلباً وبالتالي يكون تأثيره اكبر في ضياع الأمان والحب داخل الاسرة ويتجه الاولاد الي صديق مقرب يبحث معه عما فقده داخل أسرته.

اضافت إن الفجوة التي تحدث احيانا بين الزوجين نتيجة الخرس الزوجي يؤدي إلي توتر العلاقات بين الابناء وبالتالي يؤثر عليهم نفسياً واجتماعيا ويؤثر علي بناء شخصياتهم وإحساسهم بالطمأنينة اكثر بين أقرانهم،فكل فرد أصبح يفرض سيطرته وثقافته علي الآخرين وهذا يظهر من خلال خطأ يقع فيه الآباء وهو التحدث دائما بلغتهم القديمة لأنهم غير قادرين علي مواكبة لغه أبنائهم وبالتالي يفقد الحديث قيمته ومع الوقت يتحول إلي شجار، فعدم اختيار اللغة المشتركة بينهم خاصة في سن الشباب يضطر معه الابناء إلي الهروب الي أصدقاء السوء بعيدا عن الأسرة.

حب وتراحم

د. سحر حسان استاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس تقول : إن وجود لغه حوار بين أفراد الأسرة توضح مدي الاحترام المتبادل ومنح الشعور بالرحمة حيث أن تبادل الاحترام والحب بين الأبوين حتى لا يؤثر ذلك على الأبناء بالعلاقات الأسرية وبالتالى لا يتسبب فى حدوث تفكك أسرى كما أنه يجب التحدث والمصارحة مع الأسرة عن الصعوبات التى يواجهها الأبناء ورعاية الأطفال والاهتمام بهم وحمايتهم والعناية بشؤونهم سواء من الأم أو الأب حيث أنه لا يجب أن يكون ذلك من طرف واحد فقط فالمسئولية تقع على كلا منهما بالإضافة إلي أنه يجب أن يكون الهدف الأساسى من التواصل والحوار الأسرى هو إظهار رسائل الحب والمودة التي يحملها كل واحد من أفراد الأسرة لباقى أبنائها علي أنه لابد أن نتجنب مخاطبة الأبناء بطريقه بها استخفاف واستهزاء لأن ذلك يولد لديهم النفور والكره وعدم قبول الجلوس معهم علي طاوله واحده ولكن يجب علينا الانصات لهم وتشجيع أفكارهم التى يطرحوها والمشاركة.

قالت : لابد أن يعرف الجميع مدى أهمية الحوار والتواصل السوي بين أفراد الأسرة من أجل التعبير عما لدينا من مفاهيم وقيم وأخلاق ويجب أن نعى تماما أن صغارنا عندما يشكون إلينا فقد لا يحتاجون إلى الحلول وإنما يحتاجون الي التعاطف والمساندة التي لابد أن نمنحها لهم وتكون فرصة للتعبير عن أنفسهم والإحساس بالمسؤولية وأنهم جزء مؤثر في القرارات الجماعية بالإضافة إلى أنه يرسخ الاحترام المتبادل والتعاون وحب المشاركه ويطور مهارات الاستماع ويحل مشكلات الأبناء، كما أن خلق الحوارات الجماعية داخل الأسرة أمر ضروري مما يبرز القيم والمبادئ فلا يتعلم الأطفال والمراهقون هذه القيم بتكرارها لفظيا عليهم ولكن بالمعايشة وتبادل الأفكار بين أفراد الأسرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى