من قصب السكر إلى حلاوة الجلاب: رحلة في مصانع القناوية بنجع حمادي

تقرير: شادي إدوارد
جلاب نجع حمادي: حلوى تقليدية بنكهة التاريخ
يُعد جلاب نجع حمادي من أشهر الحلويات التقليدية في محافظة قنا، حيث يتم تصنيعه من عسل القصب الأسود، ويتميز بمذاقه الفريد وقوامه المميز الذي يجعله محبوبًا لدى الكثيرين.
تاريخ الجلاب في نجع حمادي
ترجع صناعة الجلاب في نجع حمادي إلى مئات السنين، إذ كان يُعدّ في المنازل بطرق تقليدية بسيطة. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الصناعة وأصبحت هناك ورش ومصانع متخصصة في إنتاجه، مع الحفاظ على أساليبه التقليدية التي تمنحه طابعه الفريد.
رحلة صناعة الجلاب
تعتمد صناعة جلاب نجع حمادي على مكونين رئيسيين: عسل القصب الأسود وبيكربونات الصوديوم. يتم خلطهما بنسب محددة، ثم يُطهى الخليط على نار هادئة حتى يكتسب القوام المناسب. بعد ذلك، يُسكب في قوالب خشبية أو معدنية، ويُترك ليبرد ويتماسك قبل أن يصبح جاهزًا للاستهلاك.
زيارة إلى مصانع الجلاب بقرية القناوية
خلال زيارتي إلى قرية القناوية، أحد المراكز الرئيسية لصناعة الجلاب، شاهدت عن قرب مراحل التصنيع المختلفة، بدءًا من جلب عسل القصب الأسود، مرورًا بعملية الطهي والتشكيل، وصولًا إلى التعبئة النهائية.
رغم التطورات الحديثة، لا تزال صناعة الجلاب في نجع حمادي تحتفظ بالكثير من الطرق التقليدية، ما يضمن للمنتج نكهته الأصيلة وجودته العالية. كما أن العاملين في هذا المجال يتمتعون بمهارة كبيرة، ويبذلون جهدًا للحفاظ على التراث الحرفي للصناعة.
أهمية الجلاب في التراث القناوي
يعتبر جلاب نجع حمادي جزءًا أصيلًا من التراث الغذائي لمحافظة قنا، حيث يُقدم في المناسبات والأعياد، ويُعدّ من الحلويات المفضلة للكثيرين، ليس فقط لمذاقه اللذيذ، بل أيضًا لفوائده الصحية.
تحديات تواجه صناعة الجلاب
رغم شهرة الجلاب، تواجه صناعته تحديات مثل ارتفاع أسعار المواد الخام ومنافسة المنتجات الأخرى. ومع ذلك، يظل محافظًا على مكانته بفضل جودة المنتج وإخلاص العاملين في هذه الصناعة التقليدية.
يظل جلاب نجع حمادي شاهدًا على تراث غذائي أصيل، حيث تلتقي نكهة الماضي بإبداع الحاضر، لتقدّم لنا حلوى تحمل عبق التاريخ وروح الحرفية المتقنة.