صبري موسى يكتب: الأمن القومي المصري بين وعي الشعب والتحديات الخارجية

يُعد الأمن القومي المصري قضية محورية تتأثر بعوامل داخلية وخارجية، حيث يلعب وعي الشعب دورًا أساسيًا في دعمه، بينما يمكن أن تؤثر تصريحات القادة الدوليين، مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على البيئة السياسية والاستراتيجية لمصر.
وعي الشعب ودوره في الأمن القومي
يشكل وعي المواطنين بأهمية الأمن القومي ركيزة أساسية في تعزيز الاستقرار ومواجهة التحديات. فكلما زاد إدراك الشعب لقضايا الدولة المصيرية، مثل مكافحة الإرهاب وحماية الحدود، كلما تعزز الأمن الوطني. كما أن الفهم العميق لحروب الجيل الرابع والخامس، التي تستهدف زعزعة الاستقرار من خلال نشر الشائعات والتضليل الإعلامي، يمثل حاجزًا ضد محاولات الإضرار بالبلاد من الداخل.
تأثير تصريحات ترامب على الأمن القومي المصري
شهدت مواقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تذبذبًا تجاه قضايا الشرق الأوسط، بما في ذلك ملف سد النهضة والتوازن الإقليمي، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية. كما أن دعمه لبعض الأنظمة، مقابل مواقفه المتشددة تجاه قضايا أخرى مثل “صفقة القرن”، أثّر على المصالح المصرية في بعض الأوقات. كما أن تصريحاته النارية حول “التدخل الأمريكي” و”الضغوط الاقتصادية” والتصريحات المثيرة للجدل حول قضية التهجير، قد تؤثر على العلاقات الدولية لمصر، لكنها لا تغير من ثوابتها الاستراتيجية.
التوازن بين الداخل والخارج
تنتهج مصر سياسات متوازنة لحماية أمنها القومي، سواء من خلال تقوية الجبهة الداخلية أو عبر دبلوماسية نشطة مع القوى الدولية. فبناء جيش قوي واقتصاد مستقر يقلل من تأثير أي تصريحات خارجية غير مسؤولة. كما أن استمرار وعي الشعب بأهمية الاستقلالية الوطنية، يضمن عدم تأثر الدولة بمواقف متقلبة لبعض القادة الأجانب.
الخلاصة
يبقى الأمن القومي المصري مسؤولية داخلية بالدرجة الأولى، حيث يشكل وعي الشعب الحصن الأول لحمايته. أما تصريحات ترامب أو غيره من القادة الدوليين، فقد تؤثر على السياسة الخارجية، لكنها لا تغير من ثوابت الأمن القومي المصري، الذي يعتمد على جيشه، واقتصاده، واستقلالية قراره.
كاتب المقال: عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بنموذج محاكاة مجلس الشيوخ المصري