حلوة يا بلدي

مكاريوس.. قبطي يضيء رمضان في قنا بروح المحبة والتآخي

 

كتب: شادي إدوارد

في مدينة قنا، حيث تتلاقى الثقافات والديانات في لوحة من التعايش والمحبة، يبرز مكاريوس راؤوف، شاب قبطي يبلغ من العمر 26 عامًا، كنموذج حي للوحدة الوطنية، من خلال أفعال بسيطة تحمل في طياتها الكثير من الحب والسلام.

 

عادة سنوية تنشر الفرح

يعمل مكاريوس مصورًا، لكنه في رمضان يتحول إلى سفير للسعادة، يحمل فوانيس رمضان ويوزعها على المارة في شوارع المدينة، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، مشاركًا الجميع فرحة الشهر الكريم، وناشرًا أجواء من البهجة والروحانية.

 

يقول مكاريوس بابتسامة: “هي عادة سنوية أحرص عليها كل رمضان، أحب أن أرى الفرحة في عيون الناس، وأشعر أنني جزء من هذا المجتمع الذي أعيش فيه.”

 

مبادرات إنسانية لا تعرف التفرقة

لكن توزيع الفوانيس ليس المبادرة الوحيدة التي يحرص عليها مكاريوس، فمنذ سنوات اعتاد الشاب القنائي على توزيع وجبات الإفطار على الصائمين، حيث يقف في الشوارع قبل أذان المغرب، حاملًا أكياسًا مليئة بالطعام، ليقدمها للمحتاجين دون تفرقة بين مسلم ومسيحي.

 

يؤكد مكاريوس: “أفعل ذلك بدافع إنساني بحت، وأسعد عندما أرى أنني أسهمت في رسم البسمة على وجوه الناس.”

 

حلم بمستقبل أكثر ترابطًا

ردود الفعل الإيجابية التي يلقاها مكاريوس تدفعه لمواصلة جهوده، بل والتخطيط لتوسيع مبادراته في المستقبل، ليقدم المزيد من الدعم للمجتمع الذي يعيش فيه.

 

ويختم حديثه قائلاً: “أحلم بأن أرى مجتمعنا أكثر تماسكًا وترابطًا، وأؤمن بأن هذه المبادرات الصغيرة قادرة على إحداث فرق كبير.”

 

مكاريوس يقدم رسالة بسيطة وواضحة: “نحن جميعًا إخوة في الإنسانية، ويجب أن نعيش معًا في سلام ومحبة.” هكذا يؤكد ابن محافظة قنا أن الأفعال البسيطة قادرة على بناء جسور المحبة وتعزيز روح التآخي في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى