تقارير وتحقيقات

“تهدد حياة المواطنين” .. الألعاب النارية من التسلية إلى الموت.. قنابل موقوتة تصيب الأطفال والشباب بعاهات مستديمة بزعم المتعة في شهر رمضان

 

كتبت: ولاء فخري

تعدّ الألعاب النارية من أكثر الظواهر انتشارًا خلال الأعياد والمناسبات، خاصة في شهر رمضان ومباريات كرة القدم. لكنها لم تعد مجرد وسيلة للتسلية، بل باتت خطرًا داهمًا يهدد حياة الأطفال والشباب، إذ قد تؤدي إلى إصابات خطيرة أو عاهات مستديمة بسبب استخدامها العشوائي. كما تتسبب في نشوب حرائق بالمنازل والمباني، فضلًا عن استغلالها من قبل العناصر الإجرامية في تصنيع العبوات الناسفة، مما ينذر بحدوث كوارث محققة.

 

المواطنون يطالبون بتشديد الرقابة

من جهته، طالب برعي حامد، أحد المواطنين، بضرورة فرض رقابة صارمة على تجار الألعاب النارية، ومنع استيرادها نهائيًا، مؤكدًا أن انتشارها أصبح مزعجًا ويتسبب في مخاطر جسيمة. كما شدد على ضرورة مداهمة أماكن تصنيعها وبيعها، خاصة في المواسم والأعياد، من خلال حملات تفتيش مفاجئة لضبط المفرقعات بمختلف أنواعها.

 

وأضاف أن تفعيل القوانين وتشديد العقوبات على المخالفين أمر لا بد منه، سواء على التجار أو المستخدمين، لما تسببه هذه الألعاب من فوضى وذعر وترويع للمواطنين. كما أكد على ضرورة تكثيف التوعية بمخاطرها، إلى جانب استمرار الحملات الأمنية للقضاء على الظاهرة.

 

“امنعوا الخطر من المنبع”

بدوره، أوضح محمد بدري، أحد سكان مركز أبوتشت، أن انتشار الألعاب النارية يمثل تهديدًا مباشرًا للمواطنين، خصوصًا الأطفال والشباب، مؤكدًا أنها أصبحت مصدر إزعاج كبير للأهالي، لاسيما خلال أداء الصلوات في المساجد خلال الشهر الكريم.

 

وأشار إلى أن الحل الأمثل يكمن في تطبيق سياسة “امنع من المنبع”، من خلال تضييق الخناق على المستوردين والمصنعين، وضبط تجار الجملة والتجزئة المعروفين، لضمان الحد من انتشارها في الأسواق. كما طالب بتوقيع أقصى العقوبات على مستخدميها، خاصة من يتسببون في إيذاء الآخرين عمدًا.

 

انتشار مقلق وتأثيرات خطيرة

من جانبها، أكدت منار قاعود، مدرسة، أن الأطفال يقبلون على شراء الألعاب النارية والمفرقعات خلال الأعياد، ظنًا منهم أنها وسيلة للفرح والاحتفال، دون إدراك خطورتها. وأضافت أن الأمر أصبح أكثر انتشارًا في رمضان، مما يتسبب في إصابات خطيرة بين الأطفال أنفسهم، فضلًا عن المشاجرات التي تنشب بين الأهالي بسبب هذه الظاهرة.

 

الرعب يسيطر على الطلاب في الشوارع

أما رحمة حسني، طالبة بالصف الثاني الثانوي في أبوتشت، فتروي معاناتها اليومية مع هذه الظاهرة، قائلة:“أشعر بالخوف والرعب أثناء ذهابي إلى المدرسة، لأن الأطفال يحملون علب الألعاب النارية ويرمونها عشوائيًا على المارة. أصبحت الشوارع غير آمنة، حيث قد ينطلق أي صاروخ أو مفرقعة في أي لحظة، مما يعرضنا للإصابة. نحن في حالة هلع دائم بسبب طمع التجار واستهتار الأطفال الذين يستخدمونها دون أي رقابة.”

حاجة ملحة إلى التدخل السريع

في ظل هذه المخاطر المتزايدة، تتزايد المطالب بتدخل الجهات المعنية لوضع حد لانتشار الألعاب النارية، من خلال فرض رقابة صارمة على استيرادها وتصنيعها وبيعها، إلى جانب تشديد العقوبات على المخالفين، وتنفيذ حملات توعية للمجتمع، لحماية الأطفال والشباب من هذا الخطر الداهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى