وداعًا “إبراهيم”.. شيخ الستين رحل وهو في طريقه إلى بيت الله

كتبت: ولاء فخري وشيماء رمضان
لحظات قليلة فصلت بين خطواته المتجهة نحو المسجد وصعود روحه إلى بارئها. رحل الحاج إبراهيم أحمد سيد أحمد السباعي، أحد أبناء قرية حجازة بمركز قوص جنوب قنا، أمس الأحد، إثر أزمة صحية مفاجئة ألمّت به أثناء توجهه لأداء صلاة العصر.
كان مشهدًا مؤثرًا.. شيخ في الستين من عمره، يرتدي جلبابه الأبيض، يخطو إلى المسجد الذي لطالما شهد له بالخشوع والالتزام، لكنه هذه المرة لم يصل. فاضت روحه الطاهرة قبل أن يدرك الصفوف، وكأن السماء اشتاقت إلى صوت دعائه.
أهالي القرية الذين عرفوه طيب المعشر، وسمح الوجه، ودّعوه بقلوب دامعة وجنازة مهيبة، إلى مثواه الأخير بمقابر العاقولا. دموع الرجال قبل النساء كانت شاهدة على محبته في قلوب الجميع.
يقول أحد جيرانه: “كان لا يترك صلاة في المسجد، رحل كما عاش.. متعلقًا ببيت الله. نحسبه عند الله من أهل الخاتمة الطيبة.”
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تحوّلت صفحات فيسبوك إلى دفتر عزاء مفتوح، يعبّر فيه أهل القرية وأصدقاؤه عن حزنهم العميق، ودعائهم له بالرحمة والمغفرة، ولذويه بالصبر والسلوان.
هكذا يرحل الطيبون.. في طريقهم إلى الصلاة، وعلى وضوء، وفي ساعة طاعة.