“البهنسا” البقيع الثاني.. هنا يرقد 10 آلاف صحابي عاشوا مع الرسول.. منهم 70 شاركوا في غزوة بدر
تقرير يكتبه: محمد عبدالستار أبوحته
البقيع الثاني، أو بقيع مصر، هي المنطقة الأثرية الشهيرة بقرية البهنسا بمركز بني مزار بالمنيا، وأطلق عليها اسم “بقيع مصر” لعلاقتها الوطيدة بالبقيع بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، فكما ضمت البقيع السعودية قبور آلاف من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، ضمت البقيع المصرية آلاف من قبور الصحابة الذين شاهدوا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وأبنائهم والتابعين الذين استشهدوا أثناء فتح مصر، ومنهم 70 من الصحابة ممن شاركوا في غزوة بدر الكبرى مع الرسول..
بهنسا، هي قرية في محافظة المنيا، لها شهرة واسعة كأحد أهم المناطق السياحية في صعيد مصر كما ذكر محمد علي في كتابه “أقاليم مصر الفرعونية” وقال عنها المؤرخون العرب: إنها كانت عند فتح مصر مدينة كبيرة حصينة الأسوار لها أربعة أبواب ولكل باب ثلاثة أبراج، وكانت تحتوي الكثير من الكنائس والقصور، وكانت بهنسا مدينة حصينة للغاية في بداية الفتح الإسلامي، وكانت بمثابة مفتاح الطريق إلى صعيد مصر كله، يقول محمد علي في كتابه: “شهدت البهنسا صفحات مجيدة من تاريخ الفتح الإسلامي لمصر، حيث يطلق عليها مدينة الشهداء لكثرة من استشهد فيها خلال الفتح الإسلامي”.
قصة فتح البهنسا :
بعدما دخل عمرو بن العاص مصر وفتح حصن بابليون والاسكندرية، احتار إلى أي اتجاه يتجه، فأرسل إلى عمر بن الخطاب يستشيره، فأشار عليه بأن يرسل من يفتح صعيد مصر ويبقى هو حيث كان، فيقول الواقدي في “فتوح الشام” إن الخليفة عمر بن الخطاب أجاب عمرو بن العاص في كتاب قال فيه: “إن بمصر مدينتين كما بلغني إحداهما يقال لها -أهناس- قريبة من مصر، والثانية يقال لها -البهنسا- أمنع وأحصن، وبلغني أن بها بطريقا طاغيا سفاكا للدماء يقال له -البطليوس- وهو أعظم بطارقة مصر،…، فلا تقربوا الصعيد حتى تفتحوا هاتين المدينتين، وعليك بتقوى الله في السر والعلانية أنت ومن معك، وأنصف المظلوم من الظالم، وأمر بالمعروف وإنهي عن المنكر، وخذ حق الضعيف من القوي ولا تأخذك في الله لومة لائم وأقم أنت بمصر وأرسل الأجناد”.
فأرسل عمرو بن العاص جيشًا لفتح صعيد مصر بقيادة “قيس بن الحارث” وعند وصوله إلى البهنسا والتي كانت مدينة حصينة، لاقى مقاومة شديدة من الحامية الرومانية بها، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين، وهو ما جعلها بعد ذلك تعرف باسم مدينة الشهداء، حيث يوجد بها الكثير من القباب والأضرحة المنسوبة للصحابة والتابعين والعلماء، ومقابر للجيش الإسلامي الذي شارك في فتح مصر فتضم القرية: مقام الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يعتبر من أقدم مساجد القرية، بل في مصر كلها، فهو أقدم من الأزهر الشريف حسبما ذكر محمد علي في كتابه، حيث يبلغ عمره أكثر من 1200 سنة، وأيضًا في القرية قبر محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأيضًا زياد بن أبي سفيان،الحسن الصالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، محمد بن أبي ذر الغفاري ، هاشم بن نوفل القرشي ، عمارة بن عبد الدار الزهري القرشي ، مالك بن الحرث ، أبو سراقة الجهني ، عبيدة بن عبادة بن الصامت ، جعفر بن عقيل بن أبي طالب ، علي بن عقيل بن أبي طالب ، خولة بنت الأزور ، وغيرهم من أحفاد الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
تعد الجولة التي قام بها الاعلامي القدير محمود سعد لقرية البهنسا هي الاقوي وأفضل ما نشر عن تلك القرية … و “مصر الحرية” تنشر للقراء تفاصيل الجولة في الفيديو التالي:
كما يمكن مشاهدة الفيديو التالي :