تقارير وتحقيقات

أبطال أكتوبر.. “عبدالله الخطيب” ابن ابوتشت يروى تفاصيل مشاركته فى ملحمة العبور

 

كتبت – ولاء فخري :

 

عبدالله محمود محمد الخطيب، ابن قرية السليمات مركز ابوتشت،جندى مصرى من أبطال حرب أكتوبر، الذين ساهموا فى كتابة ملحمة أكتوبر الخالدة فى التاريخ.

 

يحتفظ عبدالله الخطيب، في ذاكرته بالعديد من مشاهد الملحمة الوطنية، مثله مثل كل أبطال مصر.. فهناك الكثير من الذكريات، تنبض فى قلوب الآلاف من الجنود الذين خاضوا الملحمة التاريخية التي دحرت العدو، و استعادت الأرض، وبسطت السلام بعد القوة.

 

“مصر الحرية” التقت البطل عبد الله محمود محمد الخطيب، ابن قرية السليمات بمركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، ليروي لنا تفاصيل مشاركته في الملحمة الوطنية.. وفي البداية يقول: إننى أفخر بأن أكون واحدًا من مئات الآلاف الذين ساهموا فى كتابة جزء من تاريخ مصر فى 6 أكتوبر 1973 ، بدايتى فى القوات المسلحة 1962 كانت في حرب اليمن، التي بدأت في بداية الستينات واستمرت حتي عام 67 ، حيث شاركت فى حرب اليمن، ومن بعدها نكسة 1967، التي تظل الحدث الأسوأ في تاريخ مصر، ثم شاركت في حرب أكتوبر 1973.

 

يضيف الخطيب: عندما صدرت التعليمات لكافة الوحدات والتشكيلات بالاستعداد للحرب والعبور وكان علينا إيجاد الحلول لكل المعوقات؛ كانت أكبر مشكلة أمامنا هي التغلب علي الساتر الترابي، وفتح ثغرات فيه، حتي جاء الحل فى ذلك الوقت من أحد الضباط المهندسين ، وهو المقدم/ باقي زكي يوسف، رئيس فرع المركبات في الفرقة، الذي فتح الثغرة في الساتر الترابي بأسلوب ضغط المياه عن طريق طلمبات مياه ماصة كابسة صغيرة تحملها الزوارق الخفيفة، وتمتص الماء من القناة وتكبسها، ويصوب مدفع مياه بعزم كبير على الساتر ، وميل الساتر سمح بانهيار الرمال في قاع القناة.

  

أضاف: مع استمرار تدفق المياه فتحت ثغرات في الساتر بالعمق وبالعرض المطلوب، وقبل ذلك قمنا بعمل 300 تجربة تقريبا على الفكرة، أول تجربة كانت في حلوان على طلمبة للسد العالي، وكانت كبيرة، ثم بعدها عملوا تجارب بطلمبات ميكانيكية ثم طلمبات التوربينيه قليلة الحجم وتأثيرها واندفاعها كبير.

 

ويتذكر عبد الله الخطيب، يوم العبور، قائلا: يوم السبت 6 أكتوبر كانت ساعة الصفر للخطة الهجومية ( بدر) ، والتي استهلت بتوجيه ضربة جوية وقصف مدفعي للقوات المصرية، ومن ثم عبور المشاة، ولقد وصلت الموجة الأولى (4000) من المشاة على متن 720 قارب مطاطي إلى الشاطئ الشرقي للقناة ضمت 1430 جنديا ، وهم يهتفون الله أكبر مع كل ضربة مجداف، واحتلت بعض أجزاء الساتر الترابي الذي يقع بين حصون خط بارليف .

 

ويكمل “الخطيب” قائلا: كان كل قارب يحمل معه سلالم حبال وعلامة إرشاد كبيرة تحمل رقم القارب، وقام أفراد هذه المجموعة بفرد سلالم الحبال وتثبيتها على الساتر الترابي (1440سلما) ، وكانت القوارب التي تنقل موجة من المشاة إلى الشاطئ الشرقي تعود مرة أخرى إلى الشاطئ الغربي لكي تنقل الموجات الأخرى، بمعدل 15 دقيقة بين كل موجة وأخرى، وكان في كل قارب رجلان من وحدات المهندسين .

 

ويضيف الخطيب ، أن الموجة الثانية عشرة من المشاة ، أتمت عبورها، وأصبح للقوات المصرية 45 كتيبة مشاة قوامها 2000 ضابط و30.000 رجل ، وبعدها مباشرة قام سلاح المهندسين ببناء التالي: 10 كبارى ثقيلة لنقل الدبابات والمدافع والمعدات الثقيلة، و 5 كبارى خفيفة حتى تجتذب نيران العدو ، وبالتالى تخفف من هجوم العدو على الكبارى الرئيسية، وتكون مشابهة للكبارى الثقيلة ولكن حمولتها 4 طن فقط، و 10 كبارى اقتحام لعبور المشاة، وتجهيز وتشغيل 35 معدية نقل عبر القناة، مشيرًا إلي أن كل هذا يتم تحت القصف باستخدام كل الأسلحة من قوات العدو.

وقال الخطيب: “إنني لا أنسي أبدا واحدا من أقرب أصدقائي أثناء الحرب، وأثناء القصف الكثيف انفجرت فيه أحد الألغام الموجودة فى أحد الحصون الإسرائيلية ، وانفجر جسده الطاهر أمام عينى”.

 

وأكد الخطيب أن هذه البطولات هي التي جعلت إسرائيل تتأكد أنه لا يمكن أن تبقي في سيناء أبدا فالموت يحاصرهم من كل اتجاه مهما كانت قوتهم العسكرية، فقوة الإرادة والعقيدة للمصريين التي تعلوها “النصر أو الشهادة” لن تتركهم يهنأوا بسيناء لحظة.

 

ويواصل الخطيب ذكرياته قائلا: “جاءت الأوامر بوقف إطلاق النار بعد خوف إسرائيل على بقاء جيشها على قيد الحياة وبدأت المفاوضات التي لا تقل صعوبتها عن الحرب العسكرية، وحاولت إسرائيل الاحتفاظ بأي مكسب على الأرض ، ولكن المفاوض المصري، حارب مثل الجندي حتى تم استلام الأرض بالكامل.

 ويختتم “الخطيب”.. حديثه قائلا علينا أن نقف في هذا اليوم، جميعا إجلالا واحتراما لروح الأبطال، الذين ضحوا وما زالوا يضحون حتى الآن لتطهير أرض سيناء الحبيبة من الإرهابيين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى