تقارير وتحقيقات

فيديو: “الشهيد الحي”.. المقاتل جادالله نصيف إبراهيم يسرد ذكرياته في ملحمة العبور

 

كتبت – لاڤنيا جميل :

 

ملاحم بطولية سطرها رجال القوات المسلحة المصرية فى انتصار السادس من أكتوبر عام 1973، وقتما تم طرد العدو الإسرائيلى من الأراضى المصرية.. وفى محافظة قنا دائماً ما يخرج منها أبطال حفروا أسماءهم بحروفٍ من نور بالفداء والتضحية من أجل الدفاع عن أرض الوطن.

 جريدة “مصر الحرية” ذهبت الى قرية جراجوس بمركز قوص بنحافظة قنا، لتنقل لكم قصة “الشهيد الحي” جادالله نصيف إبراهيم ذلك المقاتل الذي شارك في حرب ٧٣ .

بدأ المقاتل “جادالله” يسرد قصة مشاركته في الحرب قائلا: – عند بداية دخولي الخدمة العسكرية في سلاح المهندسين؛ كان يتم تدريبنا على إزالة الألغام ، ثم تم نقلي للتدريب في فرقة الأستطلاع لمدة أسبوع؛ بعدها تم إختيار مجموعة من فرقتنا؛ لتكوين مجموعة فنية، حيث تم نقلنا لمركز التدريب المهني للتدريب على كيفية إستخدام ماكينات ضخ المياه؛ التي أستخدمت فيما بعد بالحرب؛ حيث أستمرت مدة التدريب 40 يوماً؛ بعدها تم نقلنا لمنطقة القناطر الخيرية، وهناك قمنا بالتدرب علي إستخدام تلك الماكينات في مياه القناطر وكان يتم تدربنا علي كيفية عمل معابر في الساتر الترابي؛ التي قام الجيش بإنشاءه خصيصاً لتدريب الجنود على المعايشة الحية للحرب”.

واضاف: لقد تم نقلنا لمركز تدريب الكباري بحلوان؛ ثم نقلنا في عربات دون أن نعلم أين نحن أو أين تتجه بنا العربات؛ وعندما وصلنا فوجئنا إننا على أرض السويس كان ذلك قبل بدء الحرب بعشرة أيام.

وظللنا في حيرة من الأمر؛ وكنا نتساءل عن سبب وجودنا في السويس؛ ولكن كان الرد بأن الجيش المصري يقوم بعمل تدريبات في تلك المنطقة بصفة مستمرة؛ وهو مجرد مكان للتدريب فقط، وكان ذلك بمثابة تمويه للعدو بأننا نتدرب في تلك المنطقة وأعتادوا جنود نقاط الحراسة الأسرائيلية على رؤية الجنود المصريين في تلك المنطقة للتدريب بصفة مستمرة ؛لدرجة أنهم كانوا يتحدثون إلينا مستهزئين ضاحكين لما نقوم بفعله في التدريب، فقد بدأت الحرب في سرية تامة ويرجع ذلك لحكمة القيادات العسكرية في ذلك الوقت”.

أما عن فترة التدريب في منطقة السويس تحدث قائلاً : ” كنا نقوم بحفر خنادق برميلية وخنادق مواصلات لأستخدامها في الحرب وبعد الأنتهاء من حفر عدد من الخنادق؛ كان القائد يأمرنا بحفر خنادق أخرى بحجة أن العدو قد كشف مواقع تلك الخنادق؛ وبالفعل كنا نقوم بحفر خنادق أخري في أماكن مختلفة. 

وظللنا نحفر الخنادق والسرادب إلى أن وجدنا أنفسنا علي حواف مياه شاطئ قناة السويس مباشرة، وقد كانت لتلك الخنادق أهمية كبري للحرب في حماية الجنود من النيران والشظايا المتطايرة أثناء مرورهم لموقع بدء الحرب ووصولهم بأمان. كما أستطعنا بحفر تلك الخنادق؛ لاوصول للموقع الذي ستبدأ فيه الحرب فقد كان سلاح المهندسين هم أول من عبر القناة بعد الضفاضع البشرية التي تم أرسالها أولاً لتقوم بمهمة إبطال النابالم ” النابالم هو سائل هلامي يلتصق بالجلد، وهو قابل للاشتعال ويستخدم في الحروب”المزروع في القناة، فقد وضعت أسرائيل النابالم على سطح مياه القناه بهدف أشعال النيران لعدم إختراق القناة وعبورها، وقد قامت القوات المصرية بإبطال مفعولها .

عند بدء الحرب بدقائق قليلة؛ أمر قادة الجيوش ورؤساء الأسلحة بإفطار الجنود جميعاً؛ لأننا سنبدأ الحرب، وبعد ذلك فوجئنا بتحليق الطائرات المصرية الحربية في سماء القناة متجهة شرق القناه، في تمام الساعة الثانية إلا خمس دقائق. 

وبصيحات الله وأكبر قمنا بإستخراج المعدات والماكينات والقوارب من أماكنها وأتجهنا بها إلى القناة وأستقلت الجنود القوارب الخاصة بهم؛ وقاموا بعبور القناة وتشغيل مضخات رفع المياه لتنفيذ مهمة فتح الساتر الترابي ،عن طريق ضخ المياه بواسطة الخراطيم لأعلى الساتر الترابي؛ وظل الجنود ممسكين بالمدافع المائية حتي صباح اليوم التالي للحرب” في عمل دائم دون توقف .

وأشار إلى انه أسندت إلينا بعض المهام الأخرى منها تطهير المواقع الحصينة للعدو من الألغام التي قام الجيش المصري بتحريرها، وذلك بإستخدام المجصات البدائية لإبطال مفعول اللغم ونقله إلى مواقع التشوين الخاصة بها.

وبعد إكتشاف الجيش المصري لوجود ثغرة قامت بإختراق حدودنا المصرية بقيادة القائد الأسرائيلي “عساف ياجوري” الذي تم أثره فيما بعد؛ أنتقلنا لمواجهة تلك الثغرة وأثناء ذلك أصبت بشظية بجدار الصدر الأيمن وقام الجنود بنقلي للمستشفي الميداني بالجبهة، حيث تم عمل الأسعافات الأولية لي، وهناك رأيت العديد من الجنود المصابين بإصابات وكان ذلك مشهد لا أنساه قط في حياتي، فمنهم من كان مبتور الساقين ومنهم من فقد زراعه ومن كان مصاب بإصابات خطيرة، بعدها تم نقلي من المستشفى الميداني بالجبهة إلى مستشفى ألماظة العسكري ثم إلى مستشفى المعادي، كما تم تحويلي أيضاً إلى مستشفى حلوان التي أحتجزت بها مدة 22 يوماً لتلقي العلاج.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى