فاتن عبد المعبود: ماذا لو استمع الفلسطينيون لكلام السادات؟!
كشفت الإعلامية فاتن عبد المعبود، أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كان زعيما عبقريا وسابق عصره، وتثبت الاحداث التى نعيشها الآن حكمة الرئيس الراحل أنور السادات وقدرته الفائقة على استشراف المستقبل والتنبؤ بأحداث التاريخ.
وتابعت خلال تقديم برنامج صالة التحرير، المذاع على قناة صدى البلد، أن السادات كان جريئا وجسورا وقويا أذهل العالم كله بقرار الذهاب إلى القدس وإلقاء خطبة تاريخية فى الكنيست، لإنقاذ السلام الذى حاولت اسرائيل إجهاضه، بينما أصر السادات على استثمار الانتصار الكبير الذى تحقق فى حرب أكتوبر، لاستكمال تحرير كل شبر من التراب الوطنى.
واستكملت: لم يخف السادات ولم يتراجع إزاء الهجوم الضارى الذى تعرض له إلى حد اتهامه بالخيانة ، لإيمانه بأن مصلحة الوطن فوق أى شيئ، وصدقت عبارتة التى أوصى كتابتها فوق قبرة وتقول «عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ».
وأشارت الإعلامية فاتن عبد المعبود، لرفض السادات المزايدات والشعارات الحماسية ، وفى أوج الانتصار فى ساعات الحرب الأولى أدرك أنه لا يواجه إسرائيل فقط وإنما وراءها أمريكا التى فتحت مخازن السلاح على مصراعيها لتمد إسرائيل بأسلحة ومعدات لم يستخدمها الجيش الأمريكى نفسه، وبوافعيته الشديدة وفهمه الواعى لموازين القوى قال عبارته الشهيرة: أنا انتصرت على إسرائيل لكن مقدرش أحارب أمريكا.
وأوضحت أن التاريخ دائما يُنصف الشرفاء ويرد اعتبارهم ، لافتة إلى أن السادات انتصر على خصومه الذين أرادوا وضع قضية بلاده فى مقبرة الفرص الضائعة، وتؤكد الأيام عبقريته وأن أهم دروس التاريخ أن البشر لا يستفيدون من دروس التاريخ.
وواصلت:لم يسع السادات أبدا إلى صلح منفرد مع إسرائيل ، وهذا ما كشفته وثائق بريطانية تم الإفراج عنها مؤخرا، عن أن السادات فكر جديا في القيام بزيارة ثانية للقدس عام 1981 آملا في تشجيع إسرائيل على الاستجابة لمطالب إنجاح مفاوضات الحكم الذاتي الفلسطيني في ذلك الوقت.
وأكدت أنه فى محاضرة للمؤرخ الإسرائيلي عوفر شيلح قال إنه فى أوج انتصار المصريين يوم السابع من أكتوبر، أرسل السادات كبير مستشاريه حافظ إسماعيل إلى وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر يشرح شروط مصر للتوصل إلى اتفاق، وأهمها تحقيق سلام فى الشرق الأوسط بالكامل وليس جزئيا، والانسحاب من جميع الأراضى المحتلة.
واستكملت الإعلامية فاتن عبد المعبود، أنه حين قال السادات أنه مستعد لإعطاء إسرائيل أي شيء تحت الشمس ما عدا الأرض والسيادة لم يصدقوه، ومرت سنوات طويلة دخلت خلالها القضية الفلسطينية ثلاجة الموتى، مع محاولات إسرائيل تدمير غزة بالكامل والآن نسمع تصريحات فلسطينية مثل مبادرة «يا ريتنا سمعنا كلام السادات» وتصريحات مثل: «رفضنا حضور اجتماعات مينا هاوس غلطة تاريخية».. «رحم الله السادات».. «ليتنا لحقنا بطائرة السادات».. وتتدفق دموع الندم بعد فوات الأوان.
وأردفت أنه بالنظر إلى الأوضاع الكارثية في غزة ربما يطرح سؤالاً مستحيلاً: ما هو الوضع لو استمعوا للسادات وخاضوا معه معارك السلام الصعبة؟.
ولفتت إلى أن الزعماء الحقيقيين، الذين يولدون من رحم الأحداث ومخزون الخبرات، ويتسلحون بالوعى واليقظة، فيلهمهم الله قرارات فى صالح دولهم وشعوبهم، دون تقدير خاطئ لقوتهم فى مواجهة الآخرين.
واختتمت، أن السادات كانت فرحته غامرة وهو يسأل القادة الكبار فى جلسة تاريخية فى مجلس الشعب عن أحوال الجنود والضباط، وهل حافظوا على أسلحتهم، وأخذوا إجازات للعودة إلى أسرهم للاطمئنان عليهم، والقادة يؤكدون: تمام يا فندم فالحرب ليست استعراض عضلات، ولا أن تعرض سلامة بلدك وشعبك للخطر، وأمن الشعوب ومصالح الأوطان ليست مجالاً للمقامرة أو المغامرة، وجيشك للدفاع عن ترابك الوطني وليس للغزوات الخارجية.