برلمان وأحزاب

الدكتورة هبة عبد المعز: هل تُشعل الانتخابات في قنا بانضمامها للجبهة الوطنية؟

 

كتب: شادي إدوارد

في تحول سياسي أثار التساؤلات وأشعل حماس الشارع، أعلنت الدكتورة هبة عبد المعز، الأستاذ بكلية الإعلام، انضمامها إلى حزب الجبهة الوطنية خلال الأيام القليلة الماضية. جاء هذا الانضمام تزامنًا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، وامتدادًا لنشاط “بنت المعز” اللافت في العمل العام والخدمي في الآونة الأخيرة، ما دفع الكثيرين لطرح السؤال: هل تنوي خوض غمار الانتخابات المقبلة؟ سؤالٌ أصبح حديث الشارع القنائي.

 

مؤشرات على ترشح محتمل: هل يراها الشارع بديلًا منتظرًا؟

 

رصدت آراء المواطنين في الشارع القنائي مؤشرات واضحة على أن انضمام الدكتورة هبة للجبهة الوطنية ليس مجرد تغيير في الانتماء الحزبي، بل يُعدّ تمهيدًا جديًا للترشح. فقد شهدت قرية أولاد نجم، مسقط رأسها، خلال الفترة الماضية، نشاطًا خيريًا وخدميًا غير مسبوق، بقيادة مبادراتها المجتمعية.

 

فمن مبادرة “لا للشابو لا للمخدرات”، التي استهدفت علاج المدمنين ومحاربة هذه الآفة المدمرة، إلى القوافل الطبية المجانية التي قدمت خدماتها لأهالي القرية والمناطق المجاورة، مرورًا بجمعية تنمية الثروة الحيوانية، التي أسسها والدها الراحل لتوفير فرص عمل للشباب وخفض أسعار السلع عبر الإنتاج الحيواني، واصلت هبة عبد المعز العمل عليها بعد وفاته، مما عزز شعبيتها، ووضعها في صدارة اهتمامات الشارع المحلي. وساد سؤال جوهري بين المواطنين: هل تكون الدكتورة هبة هي الصوت الجديد الذي طال انتظاره تحت قبة البرلمان؟

 

آراء المواطنين في نجع حمادي: تقييم أداء ومخاوف مشروعة

 

أم محمد (ربة منزل من أولاد نجم) تقول :” الدكتورة هبة دي ست بميت راجل. عمرها ما قصّرت معانا. من يوم ما بدأت في حملة محاربة الشابو وإحنا حاسين بأمان أكتر. لو نزلت الانتخابات، أنا وأولادي هننتخبها. كفاية الناس اللي بتظهر وقت الانتخابات وتختفي بعد كده.”

 

الأستاذ أحمد (معلم): “عندها فكر جديد وطاقة شبابية. ممكن تعمل فرق حقيقي في المحافظة. إحنا محتاجين ناس قريبة من الشارع، وهي أثبتت ده بالمبادرات اللي أطلقتها في القرية.”

 

محمود (طالب جامعي): “انضمامها للجبهة الوطنية خطوة ذكية، وباين إنها بتخطط صح. بنت بلد وجدعة، وبتقول الحق. أتمنى تركز على دعم الشباب وتوفير فرص عمل، لأن دي أكبر مشكلة بنواجهها.”

 

فاطمة (موظفة حكومية): “شخصية محترمة ولها بصمة في قريتها. لكن الانتخابات مش سهلة، والمعركة شرسة. أتمنى تكون مستعدة سياسيًا، لأن البرلمان مش بس شغل خدمي، محتاج كمان خبرة سياسية وتشريعية.”

 

المهندس علي (صاحب عمل حر):.“لو نزلت هتكون إضافة قوية، لكن هل هتقدر تواجه التحالفات القوية والنواب القدامى؟ وهل الحزب الجديد هيدعمها بالقدر الكافي؟ الطريق مش سهل.”

 

الأستاذ مصطفى (محام): “لا أنكر جهودها في العمل الخدمي، وهي تستحق التقدير، لكن البرلمان يحتاج خبرة تشريعية وقانونية. هل تمتلك المؤهلات الكافية لمناقشة القوانين؟ ربما تحتاج وقتًا لاكتسابها.”

 

السيدة زينب (صاحبة محل تجاري): “كل انتخابات بنسمع عن وجوه جديدة، وفي الآخر مفيش تغيير. أتمنى تكون مختلفة، لكن بقيت مش واثقة في الوعود. الأهم هو الأداء بعد الفوز.”

 

من هي الدكتورة هبة عبد المعز؟

 

هي ابنة قرية أولاد نجم بهجورة، التابعة لمدينة نجع حمادي، وصعيدية تنتمي لجذور عريقة في العمل السياسي والخدمي. ورثت حب الشأن العام عن والدها الراحل عبد المعز أحمد، أحد رموز التيار اليساري والناصريين البارزين في قنا، وأول من خاض العمل العام من قريته.

 

كان والدها مفتشًا للتموين، ثم عضوًا بمجلس محلي المحافظة، وساهم في تعيين عدد كبير من أبناء القرية في مؤسسات كبرى كالألومنيوم والكهرباء والضرائب. ويُحسب له تغيير اسم القرية من “وحدة الشرق بهجورة” إلى “أولاد نجم بهجورة” تكريسًا لهويتها.

 

شعبية متزايدة ورهان على التغيير: هل تفعلها بنت المعز؟

 

الشعبية التي اكتسبتها هبة عبد المعز ليست محض صدفة، بل نتيجة طبيعية لنشاطها الميداني المكثف، واهتمامها بقضايا مجتمعية حقيقية كالإدمان والصحة وفرص العمل. وقد خلقت هذه الجهود قاعدة جماهيرية واسعة، خاصة بين الشباب والنساء.

 

وإذا ما خاضت الانتخابات، فإن الشارع القنائي سيكون على موعد مع اختبار جديد. فهناك تيار قوي يطمح لتجديد الدماء داخل البرلمان، ويرى في شخصيات شابة ونزيهة مثل هبة عبد المعز بارقة أمل.

 

وفي المقابل، لا يزال هناك من يفضل أصحاب الخبرات البرلمانية السابقة، لاعتقاده أن التمثيل النيابي يحتاج إلى خبرة سياسية وقانونية متراكمة.

 

انضمام الدكتورة هبة عبد المعز إلى حزب الجبهة الوطنية ليس مجرد خبر سياسي عابر، بل قد يشكّل لحظة فارقة في المشهد الانتخابي بدائرتها، ويفتح الباب أمام جيل جديد من القيادات الواعدة، التي تسير على خطى الرواد، وتحمل حلم التغيير في قلوبها. الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة: هل تدخل الدكتورة هبة السباق رسميًا؟ وهل يختارها الشارع لمهمة التغيير التي طال انتظارها؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى