“الإئتلاف المصري لحقوق الإنسان” يصدر تقريره الأول عن انتخابات الشيوخ

أصدر الإئتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية، بالتعاون مع مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، أمس الإثنين، أول تقاريره حول متابعة انتخابات مجلس الشيوخ، تحت عنوان: “قراءة في السياقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تُجرى فيها انتخابات مجلس الشيوخ 2025”.
يأتي التقرير بالتزامن مع انطلاق سلسلة التدريبات التنشيطية التي يجريها الإئتلاف لمتابعيه في مختلف المحافظات، في إطار خطته لمتابعة الاستحقاق الانتخابي المرتقب.
وأشار التقرير إلى أن انتخابات مجلس الشيوخ هذا العام تُجرى في سياق بالغ التعقيد، تتقاطع فيه ملامح من الاستقرار السياسي النسبي مع ضغوط اقتصادية واجتماعية متزايدة.
فعلى المستوى السياسي، أوضح التقرير وجود تحديات تتعلق بضعف التعددية الحزبية، واحتكار المشهد الانتخابي من قبل أحزاب بعينها، إلى جانب اعتراضات متصاعدة على تعديلات قانونية لم تعكس مخرجات الحوار الوطني بصورة كافية.
أما على الصعيد الاجتماعي، فلفت التقرير إلى انتشار حالة من العزوف الشعبي، لا سيما بين فئة الشباب، نتيجة تراجع الثقة في قدرة المجالس المنتخبة على إحداث تأثير حقيقي في حياة المواطنين. وفي المقابل، لا يزال نمط التصويت القائم على الولاءات العائلية والقبلية يفرض حضوره في المناطق الريفية، ما يُعمّق فجوة التمثيل بين شرائح المجتمع.
اقتصاديًا، أشار التقرير إلى أن البلاد تواجه ضغوطًا مالية شديدة، من أبرز ملامحها ارتفاع معدلات التضخم، وتزايد الدين العام، وتراجع مستويات المعيشة، وهو ما جعل من القضايا الاقتصادية أولوية قصوى لدى الناخب المصري. وأكد التقرير أن التحدي الأبرز أمام المرشحين يتمثل في قدرتهم على تقديم حلول واقعية وجادة لهذه الأزمات، لكسب ثقة المواطنين.
كما لفت التقرير إلى وجود تناقض واضح في الخطابات الاقتصادية بين الأحزاب الموالية والمعارضة، حيث يتمسك بعضها بسياسات التقشف، بينما يدعو البعض الآخر إلى بدائل تحقق العدالة الاجتماعية وتحسين أوضاع المعيشة.
وفي ختام التقرير، خلص الإئتلاف إلى أن نجاح العملية الانتخابية لن يُقاس فقط بمعدلات المشاركة، بل بمدى قدرتها على تجديد الثقة المؤسسية، وتحقيق تمثيل حقيقي يعكس تطلعات المواطن المصري. وأوصى التقرير بإجراء إصلاحات سياسية تدريجية، وتوسيع قاعدة المشاركة، وتعزيز أدوات الرقابة الشعبية، باعتبارها خطوات ضرورية لتحصين الدولة ودعم استقرارها.