
بقلم- صبري موسى :
لا تكاد تخلو قرية من قرى محافظات مصر إلا وكان لطريق الموت – الطريق الإقليمي – أثرٌ دامٍ، ما بين شهيد أو جريح أو مصاب لا ذنب له سوى أنه خرج بحثًا عن لقمة العيش.
لا شك أن الطريق الإقليمي يُعد محورًا حيويًا بالغ الأهمية، وكان الهدف من إنشائه هو تسهيل الحركة المرورية والربط بين المحافظات، لكن الواقع اليوم يُظهر وجهًا مأساويًا لهذا المشروع. فقد أدت أخطاء فنية في التنفيذ، وغياب المتابعة الدقيقة، وسوء الإشراف، إلى تدهور طبقة الأسفلت، فضلاً عن إسناد العمل إلى مقاولين بإمكانيات محدودة، ما أدى إلى إهدار المال العام وأرواح المواطنين في آنٍ واحد.
ورغم كل ذلك، فإن الطريق لا يزال يعمل دون ضوابط واضحة، ما يفاقم المأساة يومًا بعد يوم.
الحل – رؤية مقترحة:
1. أن تتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تنفيذ المشروع بالكامل دون تدخل جهات أخرى.
2. أن يتابع الفريق كامل الوزير وزير النقل المشروع بنفسه ميدانيًا.
3. أن يتم العمل في الطريق بنظام المناوبة على مدار 24 ساعة بطاقته القصوى.
4. إلزام سيارات النقل الثقيل بمواعيد تشغيل محددة حفاظًا على سلامة الجميع دون التأثير على مواعيد العمل.
5. تسيير دوريات أمنية ثابتة ومتحركة على الطريق مع إجراء تحاليل تعاطي المخدرات لسائقي النقل الثقيل.
6. وضع شروط جزائية وضمانات صارمة على الشركات المنفذة، ومحاسبتها على عيوب التنفيذ مع سرعة التدخل عند حدوث أي مشكلة.
7. إنشاء نقاط تمركز لسيارات إسعاف مجهزة على امتداد الطريق للتعامل مع الحوادث فورًا.
8. محاسبة المقاولين والشركات والجهاز المشرف على تنفيذ المشروع ممن تسببوا في هذه الكوارث.
9. تحديد جدول زمني واضح ومُلزم لاستكمال أعمال إصلاح الطريق.
10. تركيب إشارات مرورية واضحة، ورادارات لضبط السرعة، وإنارة كافية، مع إنشاء كباري علوية لتغيير الاتجاهات وأخرى لعبور المشاة.
الطريق الإقليمي الدولي مشروع لا يقل أهمية عن أي طريق حيوي في مصر، وإذا ما أُحسن استغلاله وتطويره، فسيكون شريانًا تنمويًا لا غنى عنه.
لكن للأسف…
ما بين مواطن خرج سعيًا وراء لقمة العيش له ولأبنائه، وبين من لم يعد إلى بيته إلا جثة هامدة، ماتت الابتسامة، ومات الحلم، وانتهى العمر قبل أن يبدأ.
عن ضحايا الطريق الإقليمي…
عن ضحايا معدية الموت…
لا أحد يتحرك إلا لتقديم واجب العزاء، وقليل من التعويضات الزهيدة.
لكن الحقيقة التي لا جدال فيها:
أن حياة شباب وبنات مصر لا تُقدّر بأموال الدنيا.
إنهم شهداء لقمة العيش…
وصرخة الفقراء في وجه الإهمال.
* كاتب المقال: عضو نموذج محاكاة مجلس الشيوخ المصري