حادث حفّار الزيت بالبحر الأحمر.. ناقوس إنذار ومسؤولية وطنية

 

✍️ بقلم: صبري موسى

عضو نموذج محاكاة مجلس الشيوخ

ومرشح مجلس الشيوخ عن محافظة المنوفية

 

في ظلّ الاهتمام الوطني المتنامي بملف الطاقة والتنمية المستدامة، جاء حادث غرق حفّار الزيت في مياه البحر الأحمر ليضعنا جميعًا أمام مشهد تتقاطع فيه الجوانب البيئية والاقتصادية والأمنية، ويُعيد إلى الواجهة أهمية الالتزام الصارم بإجراءات السلامة المهنية والبيئية داخل مواقع الإنتاج الاستراتيجية.

لقد تابعت – كمواطن مصري أولًا، وكنائب محتمل في مجلس الشيوخ ثانيًا – تفاصيل هذا الحادث المؤلم الذي وقع في مياهنا الإقليمية، والذي يُعدّ خسارة فادحة ليس فقط في العتاد والموارد، بل أيضًا في الرسائل السلبية التي تُبعث بها مثل هذه الحوادث إلى الداخل والخارج. وفي وقتٍ تسعى فيه الدولة المصرية بكل جدية إلى جذب الاستثمارات وتعظيم الاستفادة من مواردها الطبيعية، لا بد أن نُعلي من شأن الرقابة والسلامة والتخطيط الاستباقي لأي طارئ.

إن غرق حفّار الزيت يُمثّل:

– جرس إنذار يستدعي مراجعة بروتوكولات السلامة في مواقع التنقيب والإنتاج البحري.

– دعوة صريحة لفتح تحقيق فني وشفاف لتحديد أسباب الحادث وتلافي تكراره.

مطلبًا واضحًا بتوفير تعويض عادل للعمال والمتضررين، مع الحفاظ على كرامة الإنسان المصري في بيئات العمل الشاقة.

ولا يمكن إغفال البُعد البيئي للحادث؛ فحال تسرّب النفط إلى المياه، فإن ذلك سيشكّل تهديدًا مباشرًا للثروة البحرية والسياحة البيئية، وهما ركيزتان أساسيتان في استراتيجية الدولة نحو الاقتصاد الأخضر.

ومن موقعي كمرشح لمجلس الشيوخ، أُطالب الحكومة بما يلي:

1. تشكيل لجنة تقصّي حقائق مستقلة تضم خبراء فنيين وممثلين عن الجهات الرقابية ذات الصلة.

2. تقديم تقرير فني مفصل إلى البرلمان والشعب حول ملابسات الحادث وأوجه القصور – إن وُجدت.

3. إلزام جميع الشركات العاملة في البحر الأحمر بإجراء مراجعات دورية شاملة لمعدّاتها وسفنها ومنظومات السلامة.

4. إعداد خطة طوارئ وطنية متكاملة للتعامل مع حوادث البحر والطاقة، تضع سلامة الإنسان في صدارة الأولويات.

نحن مع التنمية.. ومع الإنتاج.. ولكن بشرط أن يكون الإنسان هو الأولوية، وأن تكون السلامة هي القاعدة، لا الاستثناء.

رحم الله من فقدوا أرواحهم – إن وُجدت خسائر بشرية – ونسأل الله السلامة لمصر.. أرضًا، وبحرًا، وإنسانًا.

 

Exit mobile version