
بقلم :د/ أحمد حفظي
رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بنموذج محاكاة مجلس الشيوخ
في عالمٍ تتحكم فيه البرمجيات والتكنولوجيا، لا يمكن لدولةٍ طموحة أن تتجاهل أهمية تمكين شبابها بالمهارات الرقمية. من هذا المنطلق، جاءت مبادرة “تمكين الأجيال المبرمجة” التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كخطوة استراتيجية تهدف إلى إعداد جيلٍ قادرٍ على قيادة المستقبل، ليس فقط كمستهلكٍ للتكنولوجيا، بل كمبتكرٍ ومُنتجٍ لها.
رؤية السيسي.. شباب مصر في قلب التحول الرقمي..
منذ توليه المسؤولية، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على وضع الشباب في مقدمة أولويات التنمية، إيمانًا منه بأنهم الثروة الحقيقية لمصر. ولم يكن هذا مجرد شعار، بل تم ترجمته إلى خططٍ ومبادراتٍ عملية، جعلت من التكنولوجيا ركيزةً أساسية في استراتيجيات التطوير.
ولم يعد العالم يُدار بالطرق التقليدية، بل أصبحت البرمجيات والذكاء الاصطناعي هي لغة العصر. الدول التي نجحت في بناء اقتصاد رقمي متطور لم تصل إلى ذلك بالصدفة، بل من خلال الاستثمار في العقول الشابة وتعزيز الابتكار التكنولوجي.
ومصر، بإطلاقها هذه المبادرة، تُعلن أنها لن تكتفي بدور المستهلك، بل ستصبح منتجًا ومُصدّرًا للتكنولوجيا. هذه الرؤية لا تعزز فقط مكانة مصر في الاقتصاد الرقمي العالمي، لكنها تفتح أبوابًا جديدة لفرص عملٍ غير محدودة للشباب، سواء داخل البلاد أو من خلال العمل الحر على مستوى العالم.
وتعد مبادرة “تمكين الأجيال المبرمجة” ليست مجرد برنامج تدريبي، بل مشروعٌ متكاملٌ يُبنى على عدة محاور رئيسية:
1. التعليم والتأهيل التقني..
توفير برامج تدريبية متخصصة في البرمجة، الذكاء الاصطناعي، وتطوير التطبيقات والتعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية لضمان أحدث المناهج وأفضل الخبرات.،
إتاحة الفرص لجميع الشباب في مختلف المحافظات، لضمان عدالة الوصول إلى المعرفة.
2. دعم ريادة الأعمال التكنولوجية
تمويل الشركات الناشئة في مجال البرمجيات والتقنيات الحديثة، توفير حاضنات أعمال لدعم الابتكارات الشابة وتحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة، إنشاء مراكز تطوير تكنولوجي في الجامعات والمدارس لتشجيع الابتكار منذ الصغر.
3. ربط المتدربين بسوق العمل المحلي والعالمي..
عقد شراكات مع شركات كبرى لتوظيف الشباب المدرب، دعم العمل الحر والتوظيف عن بُعد، مما يتيح للشباب المصري فرصًا عالمية دون الحاجة إلى الهجرة.
4. دمج البرمجة في المناهج التعليمية
تدريس البرمجة كمادة أساسية في المدارس، لإعداد الأجيال القادمة منذ الصغر.
لم تقتصر هذه المبادرة على مجرد توفير دورات تدريبية، بل دعمتها الدولة عبر:
تحسين البنية التحتية الرقمية وتوسيع شبكات الإنترنت لتشمل جميع المحافظات.
وتسهيل الاستثمار في التكنولوجيا، عبر تشجيع الشركات العالمية على إنشاء مراكز بحث وتطوير في مصر، .، إطلاق منصات تعليمية رقمية مجانية، تتيح للشباب التعلم من أي مكان وفي أي وقت.
وهذه المبادرة ليست مجرد استثمار في الأفراد، بل هي استثمار في مستقبل مصر ككل. من خلال تمكين الشباب بالمهارات الرقمية، ،
كما أنها ” ليست مجرد برنامج حكومي، بل هي رؤية وطنية تستهدف وضع مصر في مقدمة الدول التكنولوجية. الرئيس السيسي، برؤيته الاستشرافية، يُدرك أن القوة في القرن الـ 21 ليست في الموارد التقليدية، بل في العقول القادرة على الابتكار والإبداع.
اليوم، مصر تُثبت للعالم أنها لا تسير وراء التطورات، بل تصنع مستقبلها بيديها. ومن خلال تمكين شبابها بالبرمجة، فإنها لا تؤمن فقط مستقبلهم، بل تؤسس لنهضة اقتصادية رقمية تُحلق بها إلى مصاف الدول الكبرى.